ar_arst/67-REV.usfm
2025-03-25 08:35:44 +00:00

456 lines
124 KiB
Plaintext
Raw Permalink Blame History

This file contains ambiguous Unicode characters

This file contains Unicode characters that might be confused with other characters. If you think that this is intentional, you can safely ignore this warning. Use the Escape button to reveal them.

\id REV
\usfm 3.0
\ide UTF-8
\h Revelation
\toc1 The Book of Revelation
\toc2 Revelation
\toc3 Rev
\mt1 Revelation
\c 1
\p
\v 1 [هذا السِفْر] هو عن أمور أعلنها الله ليسوع المسيح، وهذه الأشياء على وشك أن تحدث. أعلنها الله ليسوع لكي يُخبرها للناس الذين يؤمنون به. شاركَ يسوع هذه الأمور بأن أرسلَ ملاكه [ليُريها] لي، أنا يوحنّا، رجل يخدمه بأمانة.
\v 2 أنا يوحنّا أنقل [إليكم] كلّ ما رأيته فيما يتعلّق بهذه الرسالة من الله التي أعلنها يسوع المسيح لي.
\v 3 يا لسعادة الشخص الذي يقرأ سفر النبوّة هذا [ليسمَعه الآخرون]، ويا لسعادة كلّ مَن يسمعه ويطيع أقوال هذه النبوّة، لأنّ هذه الأحداث ستتمّ قريبًا.
\v 4 أنا يوحنّا أكتب هذه الرسالة إليكم أيّها السبع مجموعات من المؤمنين في مقاطعة آسيّا. ليبقى الله لطيفًا من نحوكم ويجعلكم مطمئنّين. إنّ الله موجودٌ، ولطالما كان موجودًا، وسيأتي [ويدين الجميع] في المستقبل. لتستمرّ أيضًا الأرواح السبع التي أمام عرش الله بأن تكون لطيفة من نحوكم وتجعلكم مطمئنّين.
\v 5 فليبقى يسوع المسيح أيضًا في أن يكون لطيفًا من نحوكم ويجعلكم مطمئنّين. لقد أبلغنا يسوعُ الرسالة من الله بشكل موثوق. هو أوّل من أحياه الله ثانية بعد أن مات، وهو الذي يحكم ملوك العالم. ولأنّه يحبّنا، فقد سفك دمه من أجلنا عندما مات على الصليب، ونتيجة لذلك، غفر الله خطايانا.
\v 6 يسوع هو الذي جعلنا لأن نصبح شعبًا يملك الله على حياته. وقد جعلنا أيضًا كهنةً نخدم الله الذي هو أبو يسوع. فليُمجِّد الناسُ يسوعَ ويعترفوا به ملكًا عليهم إلى الأبد. ليكن كذلك!
\v 7 انتبهوا! سيعود يسوع من السماء على السحاب. سيراه الجميع، بمن فيهم أولئك الذين قتلوه بأن سمّروه على الصليب. عندما يرونه قادمًا، ستحزن كلّ شعوب العالم [نادمين على خطاياهم]. فليكن الأمر كذلك!
\v 8 يقول الربّ الإله: «أنا هو الذي ابتدأ كلّ شيء وسيُنهي كلّ شيء. أنا هو الكائن، الذي لطالما كان موجودًا، والذي سيأتي [وسيدين الجميع] في المستقبل. أنا مَن يملك على كلّ شيء وكلّ شخص».
\v 9 أنا يوحنّا أومن بيسوع مثلكم. أنا مثلكم أتحمّل وأصبر على المتاعب التي يختبرها كلُّ شخصٍ يملك يسوع على حياته. [لقد أرسلتني الحكومة الرومانيّة إلى المنفى] في جزيرة بطمس لأنّني كنت أخبر الناس برسالة الله عن يسوع.
\v 10 كان يوم أحدٍ، وهو اليوم [الذي فيه يجتمع المؤمنون ليصلّوا لأنّ الله أحيا يسوع مرّة أخرى في ذلك اليوم]. لقد أوحى لي الروح القدس حتّى أستطيع أن أرى وأسمع أشياء في رؤيا. سمعتُ شخصًا يتكلّم خلفي. كان صوته مدوّيًا كصوت بوق.
\v 11 قال [لي الشخص الذي كان يتكلّم]: «اكتب ما تراه في مخطوطةٍ، ثمّ أرْسِل ما كتبته إلى سبع مجموعات من المؤمنين. [أرسله إلى المؤمنين] في مدن أفسس وسميرنا وبرغامس وثياتيرا وساردس وفيلادلفيا ولاودكيّة».
\v 12 [فلمّا سمعتُ هذا الصوت]، التفتّ لأرى مَن كان يُكلّمني، فَلَمَّا الْتفَتُّ رأَيتُ سبع منارات ذهبيّة.
\v 13 وفي وسَطِ المنارات رأَيتُ شخصًا يُشبه إنسانًا. كان يرتدي رداءً يصل إلى قدميه. وكان يرتدي أيضًا نِطاقًا من قماشٍ ذهبيّ على صدره.
\v 14 كان شعر رأسه يلمع كالصوف الأبيض أو كالثلج الناصع. وكانت عيناه [متوهّجتين] كلهيب نارٍ،
\v 15 وقدماه تلمعان كالنحاس المُنقّى في أتون النار. [عندما كان يتكلّم]، كان صوته الرنّان كهدير مياه متدفّقة من نهر عظيم.
\v 16 [وكان الشخص الذي يبدو كإنسان] يحمل سبعة كواكب في يده اليمنى. وكان يخرج من فمه سيف ذو نصلين حادّين، وكان وجهه مُشرقًا كالشمس وهي تضيء في وضح النهار.
\v 17 عندما رأيته سجدتُ أمامه. كنتُ خائر القوى فلم أقوَ على الحراك، لكنّه وضع يده اليمنى عليَّ وقال لي: «لا تخف! أنا الذي ابتدأ كلّ شيء، وسيُنهي كلّ شيء.
\v 18 أنا كنت حيًّا منذ الأزل. عندما جئت إلى الأرض متّ، ولكنّني الآن حيٌّ إلى الأبد. لديّ السلطان على أن أقيم من الموت ثانية كلّ مَن مات».
\v 19 لذلك، اكتب هذه الرؤيا التي تراها عنّي. سأكشف لك عن حقيقة ما يحدث الآن وما سيحدث في المستقبل. أريدك أن تكتب هذه الأشياء أيضًا.
\v 20 سأشرح المعنى الرمزيّ للكواكب السبعة التي رأيتها في يدي اليمنى والسبع المنارات الذهبيّة. تمثّل السبعة كواكب ملائكة جماعات المؤمنين السبع، وتمثّل المنارات جماعات المؤمنين السبع.
\c 2
\p
\v 1 اكتبْ [هذه الرسالة] إلى ملاك جماعة المؤمنين في مدينة أفسس: «أَنَا هُوَ المُمسك بالكواكب السبعة بيمينه والماشي بين المنارات الذهبيّة.» هذا ما أقوله لكم:
\v 2 «أَنا مدرك لكُلّ مَا فَعَلْتُمُوهُ. [أنا مُدرك لمدى العمل الجادّ] الذي عملتموه [لأجلي]. [أنا عارف كم] تحمّلتم [الأوقات العصيبة] بطريقة صبورة. وأنا أعرف أيضًا أنّكم لا تقبلون الأشرار. عندما يدّعي الناس زورًا أنّهم قادة حقيقيّون، فأنتم تثبتون أنّهم يكذبون.
\v 3 [أنا أعرف] كم تحمَّلتم وصبرتم. [أنا أعرف أيضًا] أنّكم تألّمتم من أجلي. [أنا مُدركٌ أيضًا] أنّكم لم تتخلّوا عن إيمانكم بي [مع أنّكم تألّمتم].»
\v 4 لكن يجب أن أعيب عليكم في أمرٍ ما: فأنتم لم تعودوا تحبّونني كما كنتم تفعلون عندما آمنتم بي في البداية.
\v 5 لذلك، تذكّروا كيف كنتم تحبّونني، وأحبّوني مرّة أخرى كما أحببتموني في البداية. والآن، إن لم تحبّوني مرّة أخرى بتلك الطريقة، فسأدينكم ولن أسمح لكم بأن تستمرّوا في أن تكونوا جماعة من المؤمنين.
\v 6 لكنّني أمتدحكم على شيء تفعلونه حسنًا، إذ ترفضون أن تقبلوا ما يفعله تلاميذ نيقولاوس. [هؤلاء التلاميذ يأكلون طعامًا ذبحهُ الناس للأوثان ويرتكبون خطايا جنسيّة]. أنا نفسي أرفض تمامًا ما يفعلونه.
\v 7 يجب على كلّ مَن هو بصير روحيًّا أن ينتبه إلى ما يقوله الروح القدس لمجموعات المؤمنين. سأسمح لأيّ شخص غالب بأن يأكل [ثمرًا] من الشجرة التي تعطي حياة. تلك الشجرة موجودة في جنّة الله».
\v 8 من ثمّ اكتبْ [هذه الرسالة] إلى ملاك جماعة المؤمنين في مدينة سميرنا: «أنا هو الذي ابتدأ كلّ شيء وسيُنهي كلّ شيء. أنا أَيضًا الذي ماتَ وصارَ حَيًّا ثانية». هذا ما أقوله لكم:
\v 9 «أَنا أعرف أنّ الناس قد اضطهدوكم، و[أعرف أنّكم فقراء] مع أنّكم تملكون كلّ ما تحتاجون إليه روحيًّا. أنا مدرك أنّ الناس يهينونكم. يزعم هؤلاء الناس أنّهم يهود، لكنّهم لا يتصرّفون كما لو كانوا ينتمون حقًّا إلى الله. عندما يجتمعون معًا، فإنّهم يساعدون إبليس [بدلًا من أن يخدموا الله].
\v 10 سيجعلونكم هؤلاء الناس تتألّمون. لا تخافوا، ولكن احترسوا! إذ أنّ إبليس سيقودهم سريعًا لأن يلقوا بعضًا منكم في السجن. يريد إبليس أن يُبيّن أنّكم ستتخلّون عن إيمانكم بي إذا تألّمتم. سيكون عليكم أن تتألّموا لعشرة أيّام. لكن ابقوا أُمناء لي حتّى لو اضطررتم لأن تموتوا. إذا فعلتم ذلك، فسأعطيكم حياةً [أبديّة] كمكافأة.
\v 11 يجب على كلّ مَن هو بصير روحيًّا أن ينتبه إلى ما يقوله الروح القدس لمجموعات المؤمنين. كلّ مَن يغلب لن يموت أبدًا مرّة أخرى».
\v 12 من ثمّ، [اكتب هذه الرسالة] إلى ملاك جماعة المؤمنين في مدينة برغاموس: «أَنَا مَن له سيْف ذو نصليْن حَادَّيْنِ. هذا ما أقوله لكم:
\v 13 «أَنَا مدرك للمكان الذي تسكنون فيه. [إنّه مكان] يسيطر فيه الشيطان على الناس. [أنا مدرك أيضًا] أنّكم أمناء جدًّا لي، فأنتم لم تتخلّوا عن إيمانكم بي حتّى عندما هاجم الناس [رفيق دربكم في الإيمان] أنتيباس. لقد أخبر الآخرين عنّي، وظلّ أمينًا لي. قَتَلهُ الناس أمام أعينكم، لأنّ الشيطان له تأثير كهذا في مدينتكم».
\v 14 ومع ذلك، يجب أن أنتقدكم في بعض الأمور، إذ يؤمن بعض الناس في مجموعتكم بشدّة أنّ عليهم أن يفعلوا ما علّمه [النبيّ القديم] بلعام. لقد كان بلعام هو مَن أظهر لبالاق، [ملك موآب]، كيف يقود شعب إسرائيل لأن يرتكبوا الخطيئة. لقد قاد بالاق بني إسرائيل إلى أكل لحومٍ ذَبَحها الناس للأوثان. كما قاد بالاق بني إسرائيل إلى أن يرتكبوا خطايا جنسيّة.
\v 15 وكما اتّبع بالاق نصيحة بلعام، فإنّ بعض الناس في مجموعتكم يؤمنون بشدّة أنّه مسموح لهم كذلك بأن يفعلوا ما يعلّمه تلاميذ نيقولاوس. [يأكلون طعامًا قدّمه الناس ذبيحة للأوثان ويرتكبون خطايا جنسيّة].
\v 16 لكن ما يعلّمه تلاميذ نيقولاوس هو خطأ. لذا، يجب على كلّ فرد في مجموعتكم أن يكفّ عن أن يفعل تلك الأشياء! الآن إذا لم يكفّ البعض منكم عن أن يفعل ذلك، فسأدين هؤلاء الناس على الفور. سأنطق بحكم الدينونة عليهم وَأُعاقبهم.
\v 17 يجب على كلّ مَن هو بصير روحيًّا أن ينتبه إلى ما يقوله الروح القدس لجماعات المؤمنين. سأعطي الغالب أن يأكل من المنّ الذي خبّأته له. سأعطيه أيضًا حصاة بيضاء كتبتُ عليها اسمًا جديدًا له. لن يعرف أحد ما هو هذا الاسم سوى ذاك الذي أعطيه إيّاه».
\v 18 ومن ثمّ، اكتب [هذه الرسالة] إلى ملاك جماعة المؤمنين في مدينة ثياتيرا: «أَنَا هو ابْنُ اللهِ الَّذِي عَيْنَاهُ تلمعان كلَهَيب نَارٍ، وقدماه تتألّقان كالنحاس المُنَقّى». هذا ما أقوله لكم:
\v 19 «أنا عارف بكلّ ما تفعلونه. [أنا مدرك] أنّكم تحبّون بعضكم بعضًا لأنّكم تحبّونني. [أنا مدرك] أنّكم مخلصون جدًّا لي، [وأعلم كيف] تخدمونني. [أنا مدركٌ] أنّكم تتحمّلون وتصبرون. [وأخيرًا، أنا مدرك] أنّكم تفعلون الآن أكثر ممّا كنتم تفعلون عندما بدأتم تؤمنون بي.
\v 20 ومع ذلك، يجب أن أعيب عليكم في شيء. أنتم تتسامحون مع امرأة في اجتماعكم [تشبه تلك الملكة الشرّيرة في العهد القديم التي كان اسمها] إيزابل. إنّها تدّعي [زورًا] بأنّها تعلّم الحقّ من الله. لكنّها في الواقع، بما تعلِّمه، هي تُضَلّل الناس الذين يؤمنون بي. إنّها تعلّمهم أن يرتكبوا خطايا جنسيّة ويأكلوا لحومًا قد ذبحها أناس آخرون للأوثان.
\v 21 على الرغم من أنّني أعطيتها الوقت [الكافي] لتتوقّف عن أن تعلّم هذه الأشياء، إلّا أنّها ترفض أن تتوقّف، ولا تزال تتصرّف بشكل غير أخلاقيّ.
\v 22 انتبهوا! فإنّني أعاقبها بمرض رهيب. سأجعل أيضًا أولئك الذين يتصرّفون بطريقة غير أخلاقيّة كما تفعل هذه المرأة يتألّمون بشدّة إذا لم يتوقّفوا عن فعل ما تفعله هي
\v 23 و[كحكم دينونة عليها]، سأقتل الأولاد [الذين أنجبتهم نتيجة فجورها الجنسيّ]. عندئذٍ ستعرف كلّ جماعات المؤمنين أننّي أفحص ما يفكّر فيه كلّ شخص ويشتهيه. سأعاقب أو أكافئ كلّ واحد منكم كما يستحقّ.
\v 24 وَأَمَّا بقيّة المؤمنين منكم في مدينة ثياتيرا فَلَمْ يُطيعوا تعاليم هذه المرأة. أنتم لم تشتركوا فيما تسمّيه الممارسات السرّيّة التي علّمها إيّاها الشيطان. لديّ ما أقوله لكم أيضًا. سأطلب منكم أن تفعلوا شيئًا واحدًا فقط.
\v 25 استمرّوا فقط في أن تطيعوا التعليم الحقيقيّ الذي تلقّيتموه إلى أن أعود.
\v 26 للشخص الغالب الذي يستمرّ في أن يعمل بما أوصيت به إلى أن يموت، سأعطيه سلطانًا لأن يحكم شعوب الأرض.
\v 27 أولئك الذين أعطيهم هذا السلطان سيحكمون الشعوب بقوّة لا تقاوم. سوف يدمّرون الأشرار تمامًا كما لو كانوا يحطّمون آنية فخّاريّة.
\v 28 [سيحكمون بقوّة عظيمة، وهذا] لأنّني سأشاركهم السلطان الذي نلته أنا نفسي من الله أبي. سأعطيهم أيضًا الضمان بأنّ الله سيبدأ عهدًا جديدًا رائعًا.
\v 29 يجب على كلّ مَن هو بصير روحيًّا أن ينتبه إلى ما يقوله الروح القدس لجماعات المؤمنين».
\c 3
\p
\v 1 اكتبْ [هذه الرسالة] إلى ملاك جماعة المؤمنين في مدينة ساردس: «أَنا الذي له سبعة أرواح الله والسبعة الكواكب». عندي هذه الأشياء لأقولها لكم: «أنا عارف أعمالكم، إذ لديكم صيت بكونكم نشيطين روحيًّا. لكنّكم لا تتصرّفون حقًّا بدافع الغيرة من أجلي.
\v 2 كونوا حذرين! أنتم معرّضون لخطر أن تفقدوا بالكامل إخلاصكم لي. جدّدوا ما تبقّى لديكم من إخلاص. أنتم لم تفعلوا بعد كلّ ما يعرف الله أنّه كان ينبغي أن تفعلوه.
\v 3 لذا تذكّروا كيف قبلتم بشغف توجيهات الله عندما سمعتموها. كونوا نادمين لأنّكم عصيتم وابدأوا بأن تطيعوا من جديد. إن لم تحرصوا على أن تطيعوني، فسأدينكم عندما لا تتوقّعون ذلك. لن تعرفوا في أيّ وقت سوف أعاقبكم.
\v 4 ومع ذلك، هناك عدد قليل من المؤمنين في مدينة ساردس لم يفعلوا ما هو خاطئ. هؤلاء سيعيشون معي [إلى الأبد] وسيكونون أنقياء من كلّ النواحي. هذا ما يستحقّونه.
\v 5 بهذه الطريقة سأطهِّر تمامًا مَن هو غالب. سأحرص على أن يبقى اسمه دائمًا في سفر الحياة. سأخبر الله أبي وملائكته بأنّني أعرفه شخصيًّا.
\v 6 يجب على كلّ من هو بصير روحيًّا أن ينتبه إلى ما يقوله الروح القدس لجماعات المؤمنين».
\v 7 اكتب [هذه الرسالة] إلى ملاك جماعة المؤمنين في مدينة فيلادلفيا: «أنا هو الذي يفعل دائمًا ما هو صائب. أنا هو الذي يقول دائمًا ما هو حقيقيّ. كما كان للملك داود سلطان أن يسمح للناس بأن يدخلوا مدينة أورشليم، كذلك أنا لديّ السلطان أن أسمح للناس بأن يدخلوا السماء. إذا أوجدتُ فرصة لشخص ما، فلا يمكن لأحد أن يحرمه من هذه الفرصة. وإذا أنا حرمتُ أحدهم فرصةً، فلا يمكن لأحد أن يمنحه تلك الفرصة. عندي هذه الأشياء لأقولها لكم:
\v 8 «أنا عارف أعمالكم. أَعلَمُ أنّكم وَإِن كُنْتُمْ ضُعَفَاء فقد أَطَعْتُمْ وصاياي، واعترفتم بأنّكم تؤمنون بي. اعلموا أنّني أمنحكم فرصة لن يستطيع أحد أن يحرمكم منها.
\v 9 انتبهوا! بعض الناس [ينكرون أنّكم تنتمون إليّ. هؤلاء الناس] يدّعون أنّهم يهود، لكنّهم لا يتصرّفون كما يتصرّف الناس الذين ينتمون حقًّا إلى الله. عندما يجتمعون معًا، فإنّهم يساعدون إبليس [بدلًا من أن يخدموا الله]. انتبهوا! سأجعل أولئك الناس يعترفون بأنّني أحبّكم. سيأتون ويكرّمونكم كثيرًا عندما يدركون ذلك.
\v 10 لقد أطعتموني عندما أوصيتكم بأن تتحمّلوا المعاناة بطريقة صبورة. ولهذا، سأبقيكم بأمان في أثناء وقت المتاعب الذي ستختبره البشريّة جمعاء عمّا قريب. كيف يستجيب الناس في كلّ مكان لهذه المتاعب سوف يُظهر ما هم عليه حقًّا.
\v 11 ها إنّني آتي قريبًا. لذا استمرّوا بأن تؤمنوا بي. لا تدعوا أحدًا يجعلكم تخسرون المكافأة التي يريد الله أن يعطيكم إيّاها.
\v 12 سأجعل مَن يغلب آمنًا وثابتًا كعمود في هيكل إلهي. سيبقى في هيكل الله إلى الأبد، وسأكتب اسم إلهي عليه. سأكتب عليه أيضًا اسم مدينة إلهي. تلك المدينة هي أورشليم الجديدة. سوف تنزل من السماء من عند إلهي، وأَكتب أَيضًا اسمي الجديد على الشخص الغالب.
\v 13 على كلّ مَن لديه بصيرة روحيّة أن ينتبه إلى ما يقوله الروح القدس لجماعات المؤمنين».
\v 14 اكتب هذه الرسالة إلى ملاك جماعة المؤمنين في مدينة لاودكيّة: «أنا هو الذي يؤكِّد جميع مواعيد الله. أنا الذي يشهد عن الله بموثوقيّة كاملة. أنا الذي يملك على كلّ خليقة الله. عندي هذه الأشياء لأقولها لكم:
\v 15 «أنا مُدرك لما تعملون، فأنتم لم تتخلّوا عن إيمانكم، لكنّكم لا تحبّونني كثيرًا. أفضِّل أن تعهدوا بأنفسكم لي أو أن تكونوا ضدّيّ!
\v 16 ولكنّكم دون الجيّد فحسب. أنتم لا تحبّونني كثيرًا، لكنّكم ما زلتم تزعمون أنّكم تؤمنون بي. هذا أمر مثير للاشمئزاز، وبسبب ذلك أرفضكم.
\v 17 تستمرّون بالتفاخر كم أنتم أغنياء جدًّا. أنتم لا تدركون أنّكم في الواقع غير سعداء. أنتم بحاجة إلى شخص يشفق عليكم. أنتم في الواقع فقراء وعميان وتفتقرون إلى الملابس.
\v 18 أنصحكم بأن تحصلوا على كلّ شيء تحتاجون إليه منّي، كأنّكم تشترون منّي ذهبًا نقيًّا يجعلكم بالحقيقة أغنياء. دعوني أجعلكم أبرار، كما لو كنتم تشترون منّي ثيابًا بيضاء ترتدونها بدلًا من كونكم عراة بشكل مخزٍ. دعوني أساعدكم على أن تفهموا الحقيقة، كما لو كنتم تشترون منّي كحلًا للعينين لتكحّلوا به عيونكم المريضة لتتمكّنوا من أن تبصروا.
\v 19 أقوم بعناية بتأديب كلّ من أحبّه. لذا غيّروا بأمانة سلوككم.
\v 20 انتبهوا! أنا أحثّ كلّ واحد منكم على أن يحبّني بصدق، كما لو كنتُ واقفًا على باب بيتك وأقرع الباب لأجعلك تفتحه. إن استجاب أحد بأن أظهر محبّته لي، فسأصبح صديقه العزيز. سيكون الأمر كما لو أنّه سمعني وأنا أنادي من باب بيته ففتح لي ودخلت إلى بيته وتناولنا وجبة طعامٍ معًا.
\v 21 لقد غلبتُ والآن أملك مع أبي. وبالطريقة ذاتها سأسمح لكلّ مَن هو غالب بأن يملك معي.
\v 22 يجب على كلّ مَن لديه بصيرة روحيّة أن ينتبه إلى ما يقوله الروح القدس لجماعات المؤمنين».
\c 4
\p
\v 1 بعد هذه الأمور، أنا، يوحنّا، رأيتُ شيئًا عجيبًا: بابًا مفتوحًا في السماء! ذاك الذي كلَّمني سابقًا، الذي كان صوته كصوت بوق، تكلَّم معي مرّة أخرى، قائلًا: «تعال إلى هنا! سأريك أحداثًا يجب أن تحدث فيما بعد».
\v 2 وفي الحال أوحى الروح القدس إليّ حتّى أتمكّن من أن أرى وأسمع أشياء في رؤيا. رأيت شيئًا رائعًا: كان هناك عرش في السماء وكان أحد يجلس على ذلك العرش.
\v 3 كان الحاكم الذي يجلس على العرش يلمع كحجر يشب أحمر كريم ساطع وكجوهرة من العقيق البرتقاليّ، وحول العرش قوس قزح يلمع كحجر كريم من الزمرّد الأخضر البرّاق.
\v 4 وكان حول العرش أربعة وعشرون عرشًا آخر، ويجلس على تلك العروش أربعة وعشرون شيخًا. كانوا يرتدون ثيابًا بيضاء ناصعة، وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب.
\v 5 ومضات من البرق وقصف صوت رعدٍ خرجت من العرش. وأمام العرش كانت سبعة مصابيح متّقدة، وهذه المصابيح تمثّل سبعة أرواح الله.
\v 6 وأمام العرش كان هناك أيضًا شيء يشبه بحرًا مصنوعًا من الزجاج، وكان البحر صافيًا كالبلّور. كان هناك كائن حيّ يقف على كلّ جانب من الجوانب الأربعة من العرش. كانت عيونٌ تغطّي كلّ كائن، في جميع أنحاء جسده.
\v 7 كان الكائن الحيّ الأوّل يشبه الأسد. وكان الكائن الحيّ الثاني يشبه الثور، وكان للكائن الحيّ الثالث وجهًا يشبه وجه الإنسان. وكان الكائن الحيّ الرابع يشبه النسر الطائر.
\v 8 كان لكلّ من الكائنات الحيّة الأربعة ستّة أجنحة، وعيون تغطّي هذه الكائنات الحيّة بالكامل. وكانت هذه الكائنات على الدوام وبلا توقّف، تقول: قدّوس، قدّوس، قدّوس الربّ الإِله الذي يملك على كلّ شيء وكلّ شخص. هو الذي كان موجودًا على الدوام، والذي هو موجودٌ الآن، والذي سيأتي [ويدين الجميع] في المستقبل».
\v 9-10 والكائنات الحيّة مرارًا وتكرارًا تُسبِّح وتكرِّم وتشكر الله الجالس على العرش والحيّ إلى أبد الآبدين. عندما يفعلون ذلك، يركع الشيوخ الأربعة والعشرون أيضًا أمام الله عند عرشه. يسجدون لله الحيّ إلى الأبد. ويطرحون أكاليلهم أمام عرشه ويقولون:
\v 11 «مستحقّ أيّها الربّ إلهنا أن تعظّمك جميع المخلوقات وتكرّمك وتعترف بمدى عظمة قوّتك. أنت مُستحقّ لأنّك خلقت كلّ شيء. نعم، كلّ شيء موجود تمامًا كما قرّرت وعزمت على أن تخلقه».
\c 5
\p
\v 1 ثُمَّ رَأَيْتُ أنّ الجالسَ على العرشِ كان يُمسِك بيمينه مخطوطة، وكان قد كتب كلمات على جانبيْ المخطوطة. لكنّه كان وقتئذٍ قد ختم المخطوطة بسبعة أختام من الشمع، [لكيلا يتمكّن أحد من أن يقرأ ما كان قد كتبه].
\v 2 ورأيتُ ملاكًا قويًّا كان يسأل بصوت عالٍ: «مَن هو الشخص المؤهّل لأن يفكّ أختام الشمع التي على المخطوطة ومن ثمّ أن يفتحها [ويقرأ ما وردَ فيها]»؟
\v 3 ولكن لم يكن هناك كائن سماويّ، ولا أيّ شخص على الأرض، ولا أحد في موطن الأموات مستحقًّا بما يكفي لأن يفتح المخطوطة ويقرأها
\v 4 فلَمَّا رأَيْتُ أَنَّه لَم يوجد أَحد فِي أَيِّ مَكَانٍ مؤهّل بما يكفي لأن يفَتْح المخطوطة ويقرأها، بكيتُ بمرارة. [بكيتُ لأنّني كنتُ أعلم أنّ ما قد كتبه الله كان مهمًّا، لكنّني اعتقدت أنّ أحدًا لن يعرف أبدًا ما كان قد كتبه].
\v 5 لكن قال لي أحد الشيوخ: «لا سبب يدعوك للبكاء! ها هو الشخص الذي نبحث عنه! إنّه [الشخص الذي وصفه الأنبياء بأنّه] كالأسد الخارج من سِبط يهوذا وكالغصن الذي ينبت من أصل داود. إنّه غالب! لذلك، فهو مستحقّ [بما يكفي] لأن يفكّ الأختام السبعة الموجودة على المخطوطة ويفتحها!»
\v 6 ثمّ رأيت خروفًا يقف عند العرش. وكانت الكائنات الحيّة الأربعة والشيوخ يحيطون به. كان حيًّا، لكن كانت عليه علامات تدلّ على أنّ آخرين قتلوه بعنف ذات مرّة. كانت له سبعة قرون، وكانت له أيضًا سبع عيون. هذه هي سبعة أرواح الله التي يُرسلها الله عبر العالم كلّه.
\v 7 صَعِدَ الخروف إِلَى الْعرش، فسلّمه الجالسُ عَلَى العرش المخطوطة.
\v 8 وبعد أن استلم [الخروف] المخطوطة، جَثَت الكائنات الحيّة الأَربعة، والأربعةُ وعشرون شيخًا أَمام الخروف، وأمسك كلّ واحد من الشيوخ قيثارة وبعض الآنية الذهبيّة التي تحتوي على البخور. كان البخور يرمز إلى صلوات الناس الذين ينتمون إلى الله.
\v 9 ورنّمت الكائنات الحيّة والشيوخ ترنيمةً لم يُرنّمها أحدٌ من قبل، ورنّموا [للخروف] قائلين: «مستحقٌّ أنت أن تأخذ هذه المخطوطة وتفتح ختومها الشمعيّة [لكي تقرأ ما وردَ فيها]. [أنت تستحقّ هذا] لأنّك عندما أسلمتَ حياتك، دفعتَ الثمن بدمك لتحرّر الناس من الخطيئة لكي يعبدوا الله ويطيعوه. لقد فعلتُ هذا من أجل البشر في جميع أنحاء العالم.
\v 10 لقد جعلتهم يصبحون شعوبًا يملك عليهم إلهنا، وشعوبًا يقودون الآخرين ليعبدوا الله. سيكونون حكّامًا على البشر الذين يعيشون في العالم».
\v 11 وبينما كنتُ أرى [هذه الأحداث]، سمعتُ العديد من الملائكة ينشدون. أحاطت تلك الملائكة بالعرش وبالكائنات الحيّة وبالشيوخ. كانت هناك الملايين من الملائكة، فلم يستطع أحد أن يُحصي عددها لكثرتها.
\v 12 وكانت الملائكة تنشد بصوت عالٍ قائلة: «يستحقّ الخروف الذي بذل حياته أن يكرّمه ويمجّده ويباركه الجميع وأن يعترفوا بكم هو جبّار وغنيّ وحكيم وقدير».
\v 13 ثمّ سمعتُ أيضًا كلّ مخلوق موجود في السماء، وعلى الأرض، وتحت الأرض، وفي البحر - نعم، كلّ مخلوق في هذه الأماكن كلّها - ينشد قائلًا: «فليُسبِّح ويمجّد الجميعُ الجَالِسَ عَلَى الْعَرْشِ والخروف ويَعْتَرِف بِقُوَّتِهِمَا!»
\v 14 عندما أنشدت ملايين الملائكة وكلّ مخلوق هذه الأناشيد، قالت الكائنات الحيّة الأربعة: «ليكن كذلك!» ثُمَّ جَثَا الشُّيُوخُ على الأرض أمام الله وأمام الخروف ساجدين وعابدين لهما.
\c 6
\p
\v 1 ثُمّ رأَيتُ الخروف يفتح الختم الأوّل من الأختام الشمعيّة السبعة التي ختمت المخطوطة. عندما فعلَ، سمعت أحد الكائنات الحيّة الأربعة يقول بصوت عالٍ مثل دويّ الرعد: «هَلُمَّ خارجًا!»
\v 2 ثمّ رأيتُ شيئًا رائعًا: فرسًا أبيض يحمل راكبه قوسًا [وسهامًا]! أعطاه الله إكليلًا [ليرتديه اعترافًا بالانتصارات التي كان على وشك أن يظفر بها]. خرج الفارس من السماء وهو قادر تمامًا على أن يقاتل ويهزم أعداء الله.
\v 3 ثمّ فتح الخروف الختم الشمعيّ الثاني الذي ختم المخطوطة. عندما فعلَ، سمعتُ المخلوق الحيّ الثاني يقول: «هَلُمَّ خارجًا!»
\v 4 ثمَّ ظهر فرس آخر، كان لونه أحمر زاهيًا. كان هناك أيضًا فارسٌ يجلس على ذلك الفرس. أعطى الله الفارس القدرة على أن يُشعل الحروب على الأرض. بهذه الطريقة ستقتل شعوب العالم بعضها بعضًا. لهذا الغرض، أعطى الله الراكب على الفرس الأحمر الزاهي سيفًا عظيمًا.
\v 5 ثمّ فتح الخروف الختم الشمعيّ الثالث الذي ختم المخطوطة. وعندما فعل ذلك سمعتُ المخلوق الحيّ الثالث يقول: «هَلُمَّ خارجًا!» ثمّ رأيت شيئًا آخر رائعًا: فرسًا أسود كان راكبه يمسك بميزان ذي كفّتين!
\v 6 ثمّ سمعت ضجيجًا مثل صوتٍ قادمٍ من بين الكائنات الحيّة الأربعة، قائلًا: «اجعل القمح نادرًا جدًّا بحيث يضطرّ الإنسان إلى أن يعمل يومًا كاملًا ليكسب ما يكفي من المال لشراء كيلوغرامٍ منه. أيضًا اجعل الشعير نادرًا جدًا لدرجة أنّ الشخص سيضطرّ إلى العمل يومًا كاملًا ليكسب ما يكفي من المال ليشتري ثلاثة كيلوغرامات منه. لكن، تأكّد من أنّ زيت الزيتون والخمر يظلّان بكمّيّات وفيرة بحيث لا ترتفع أسعارهما».
\v 7 ثمّ فتح الخروف الختم الشمعيّ الرابع الذي يختم المخطوطة. عندما فعل ذلك سمعتُ المخلوق الحيّ الرابع يقول: «هَلُمَّ خارجًا».
\v 8 ثم رأيت شيئًا آخر رائعًا: فرسًا شاحبَ اللون لأنّه كان مريضًا وكان يمتطيه فارسان، كان اسم الفارس الأوّل «الذي يتسبّب في موت الناس»، وكان اسم الفارس الجالس خلفه على الفرس «المكان الذي يذهب إليه الموتى». أعطى الله هذين الفارسين القدرة على أن يقتلا رُبع جميع سُكّان العالم. يمكنهما أن يقتلوهم بأن يتسبّبا في حروب أو مجاعات أو أوبئة أو بأن يجعلا حيواناتٍ برّيّة تأتي إلى مناطق مأهولة بالسكان وتقتل الناس.
\v 9 ثمّ فتح الخروف الختم الشمعيّ الخامس الذي ختم المخطوطة. وعندما فعل ذلك، رأيتُ عند قاعدة مذبحٍ في السماء أرواح الناس الذين قتلهم الآخرون لأنّهم تكلّموا برسالة الله بأمانة كشهود موثوق بهم.
\v 10 صرختْ هذه الأرواح [إلى الله] بصوت عالٍ: «أيّها السيّد، افعل دائمًا ما هو حقيقيّ وقرّر ما هو صائب! لذا، نرجوك أن تدين وتعاقب الناس الذين قتلونا على الأرض!».
\v 11 ثمّ أعطى الله كلّ واحد منهم رداءً أبيض فضفاضًا، وأخبرهم الله بأن يصبروا قليلًا بعد، لأنّه كان هناك آخرون سيموتون أيضًا بدلًا من أن ينكروا إيمانهم بيسوع. ولكن بمجرّد أن يموتوا جميعًا، سيعاقب الله الناس الذين قتلوهم وقتلوا الناس الذين كانت أرواحهم الآن في السماء.
\v 12 ثمَّ رأيْتُ الخروف يَفْتَحُ قطعة الشمع السادسة التي ختمت المخطوطة. وعندما فعل اهتزّت الأرض بعنف. وأظلمت الشمْسُ ظُلْمَةً حالكة، كثوب حِدَادٍ منسوج من شعر الماعز الأسود. وكان القمر بدرًا فصار لونه أحمر كالدمِ.
\v 13 ثمّ سقطت النجوم من السماء إلى الأرض. تساقطت النجوم كما يتساقط التين كلّه عن الشجرة عندما تهتزّ في أثناء هبوب رياح عاصفة.
\v 14 وانشقّت السماء وتدحرجت مُلتفّة في كلا الاتّجاهيْن، كما تتدحرج المخطوطة مُلتفًّة في كلا الاتّجاهين إذا انشقّت إلى قِسمَيْن. كلّ الجبال والجُزر أيضًا تحرّكت من أماكنها.
\v 15 من ثمّ كلُّ الناس على الأرض، حتّى الملوك وكبار المسؤولين والضبّاط العسكريّين والأغنياء وأصحاب النفوذ اختبأوا داخل الكهوف وصخور الجبال،
\v 16 وهم يقولون للجبال والصخور: «اسقطي علينا واخفينا! بهذه الطريقة لن يقدر الله الجالس على العرش في السماء أن يرانا! وهكذا لن يكون الخروف قادرًا على أن يعاقبنا!»
\v 17 «لأنّ هذا اليوم هو اليوم الرهيب الذي سيعاقب فيه الله والخروف الناس الذين فعلوا ما هو خاطئ، ونحن نعلم أنّه ليس أحد منّا بريء!»
\c 7
\p
\v 1 بعد هذه الأحداث رأيتُ أربعة ملائكة يقفون على الأرض. كان واحد واقفًا إلى الشمال منّي، وواحد إلى الشرق، وواحد إلى الجنوب، وواحد إلى الغرب. كانوا يمنعون الرياح القادمة من تلك الاتجاهات من أن تهبّ على اليابسة أو على البحر أو على أيّ شجرة.
\v 2 ثمّ رأيتُ ملاكًا آخر قادمًا نحوي من الشرق. كان هذا الملاك يحمل أداةً من شأنها أن تختم علامة الإله الواحد الحقّ. نادى هذا الملاك بصوتٍ عالٍ للملائكة الأربعة الذين سمح لهم الله بأن يمنعوا الرياح من أن تهبّ على اليابسة والبحر.
\v 3 قال الملاك [للملائكة الأربعة الآخرين]: «انتظروا، يجب أوّلًا أن نختم الناس الذين يؤمنون بإلهنا ويطيعونه بختم على جباههم. حتّى ذلك الوقت، لا تمنعوا الرياح من أن تهبّ على اليابسة أو البحر أو على أيّ شجرة».
\v 4 [ثمّ ختمَ الملاك ورفقاؤه من الملائكة كلّ الناس الذين آمنوا بالله وأطاعوه]. وسمعتُ أحدًا يقول كم عدد الناس الذين خُتموا. وكان عددهم144,000 شخص من كلّ سبط من أسباط إسرائيل.
\v 5 خَتَمت الملائكة 12,000 شخص من سبط يهوذا بختم. [وختمت أيضًا] 12,000 شخص من سبط رأوبين. ومن سبط جاد ختمت الملائكة أيضًا 12,000 شخص.
\v 6 [كما ختمت الملائكة] 12,000 شخص من سبط آشير بختم. [أيضًا ختمت الملائكة] 12,000 شخص من سبط نفتالي، ومن سبط منسّى [ختمت الملائكة أيضًا] 12000 شخص.
\v 7 [وختمت الملائكة أيضًا] بختم 12,000 شخص من سبط شمعون، [وكذلك ختمت الملائكة] 12,000 شخص من سبط لاوي، ومن سبط يَسّاكَر [ختمت الملائكة أيضًا] 12,000 شخص.
\v 8 [وختمت الملائكة] 12,000 شخص من سبط زبولون بختم. [كما ختمت الملائكة] 12,000 شخص من سبط يوسف. أيضًا مِن سِبْطِ بنيامين ختمت الملائكة 12,000 شخص بختمٍ.
\v 9 بعد هذه الأحداث، رأيت شيئًا رائعًا: حشد كبير من الناس! كان هناك الكثير من الناس في الحشد بحيث لم يستطع أحد أن يعدّهم. جاء هؤلاء من كلّ أمّة وقبيلة وشعب، وكانوا يتكلّمون كلّ لغة. وقفوا جميعًا أمام العرش حيث كان الخروف. كانوا جميعًا يرتدون ثيابًا بيضاء فضفاضة، وكانوا جميعًا يحملون أغصان نخيل.
\v 10 كانوا يصرخون بصوت عالٍ قائلين: «لقد خلّصنا إلهنا الذي يملك على كلّ شيء! لقد خلّصنا الخروف!»
\v 11 ثُمَّ وقفت جميع الملائكة حول العرش والشيوخ والكائنات الحيّة الأربعة. وجثت الملائكة جميعًا أمام العرش ووجوههم إلى الأرض وسجدوا لله عابدين.
\v 12 قالت الملائكة جميعًا: «نعم، ليكن كذلك! نسبّحك ونمجّدك ونشكرك ونكرّمك يا إلهنا إلى الأبد! نعلن إلى الأبد أنّك حكيم وعظيم ومقتدر! ليكن كذلك!»
\v 13 ثمّ قال لي أحد الشيوخ: «أريد أن أتأكّد من أنّك تعرف مَنْ هم هؤلاء الناس الذين يلبسون ثيابًا بيضاء فضفاضة ومن أين أتوا».
\v 14 فأجبته «يا سيّد، أنا بحاجة إلى أن تخبرني مَن هُم هؤلاء الأشخاص». فمن ثمّ قال لي: «هؤلاء هم الناس الذين ظلّوا مُخلصين ليسوع خلال زمن من الاضطهاد العظيم. هذا بيّن على أنّهم أصبحوا طاهرين من الخطيئة بأن آمنوا بيسوع الذي سَفَكَ دمه من أجلهم عندما مات على الصليب.
\v 15 لذلك يظلّون أمام عرش الله، يعبدون الله داخل هيكله من دون أن يتوقّفوا. الله الذي يحكم من العرش في السماء، سيحميهم.
\v 16 سيحرص الله على أن يكون لديهم دائمًا ما يكفيهم من الطعام ليأكلوا. وسيحرص الله أيضًا على أن يكون لديهم دائمًا ما يكفيهم ليشربوا. لن تحرقهم أشعّة الشمس مرّة أخرى أبدًا. ولن تُعيِهِم حرارة الشمس مرّة أخرى أبدًا.
\v 17 هذا لأنّ الخروف الذي عند العرش سيرعاهم كما يرعى الراعي خرافه. سيمكّنهم الخروف من أن ينالوا الحياة الأبديّة، كما لو كانوا يشربون من ينابيع تتدفّق منها مياه عذبة ونقيّة. سيساعدهم الله على أن يتوقّفوا عن البكاء وأن يكونوا فرحين».
\c 8
\p
\v 1 ثُمَّ فَتَحَ الخروف الختم الشمعيّ السابِعَ الذي خَتَمَ بهِ المخطوطة، وعندما فعل ذلك، لم يكن هنالك صوت على الإطلاق في السماء لبرهة قصيرة.
\v 2 ثمَّ رأيتُ الملائكة السبعة خدّام الله الشخصيّين، وأعطى كلّ واحد منهم بوقًا.
\v 3 ثمّ جاء ملاك آخر ووقف عند المذبح. وكان معه وعاء ذهبيّ لإحراق البخور، وأعطاه الله كمّيَّة كبيرة من البخور ليقدّمها مع صلوات شعب الله على المذبح الذهبيّ أمام عرش الله.
\v 4 [بدأ الملاك يُشعِل البخور،] فتصاعد الدخان من البخور المشتعِل في الوعاء الذي كان يحمله الملاك إلى الله مع صلوات شعب الله.
\v 5 ثمّ أخذ الملاك وعاء البخور الذهبيّ وملأه بجمرات النار من المذبح. وألقى الجمرات المشتعلة والبخّور المُحترِق على الأرض، وعندما فعل ذلك، ومَضَ البرق ودوّى صوت الرعد، واهتزّت الأرض
\v 6 .ثُمّ استعَدَّ المَلائكَة السبعَة الذينَ كانَ مع كلِّ وَاحد مِنهُم بوق من الأبواق السبعة لينفخوا فيها.
\v 7 ثُمّ نفخَ الملاَكُ الأوَّل في بُوقِهِ فظهرَ برد ونارٌ، وكانَ فِي وَسَطِ البرَدِ وَالنارِ دَمٌ. وانهمر كلّه على الأرض. أحرقت النار ثلث كلّ شيء على سطح الأرض وثلث الأشجار وكلّ العشب الأخضر.
\v 8 ثمّ نفخ الملاك الثاني في بوقه، فسقط في البحر شيء يشبه جبلًا ضخمًا مشتعلًا بالنار. ونتيجة لذلك، صار ثلث البحر دمًا،
\v 9 وماتت ثلث المخلوقات الحيّة في البحر، وغرقت ثلث السفن في البحر
\v 10 ثمّ نفخ الملاك الثالث في بوقه، فسقط كوكب ضخم من السماء. كان الكوكب يتوهّج كما لو كان يشتعل نارًا. وسقطت أجزاء من الكوكب في ثلث الأنهار وفي [ثلث] ينابيع المياه على الأرض.
\v 11 اسم الكوكب هو علقَم. عندما سقط في ثلث الأنهار والينابيع، أصبحت مياهها سامّة. ومات كثير من الناس لأنّهُم شرِبوا تلك المياه السامّة.
\v 12 ثمّ نفخ الملاك الرابع في بوقه، فضرب الله الشمس والقمر والنجوم حتّى فقدت نورها لثلث الوقت. لم تشرق الشمس خلال ثلث النهار، ولم يضئ القمر والنجوم خلال ثلث الليل.
\v 13 وبينما كنتُ أنظر، سمعتُ نسرًا كان يطير عاليًا في السماء يصيح بصوت عالٍ: «ثلاثة أشياء رهيبة ستحدث للناس الذين يعيشون على الأرض عندما ينفخ بقيّة الملائكة الثلاثة في أبواقهم! إنّهم على وشك أن ينفخوا فيها!»
\c 9
\p
\v 1 ثُمَّ نفخَ الملاكُ الخامس في بُوقهِ، فرأيتُ كوكبًا قد سقطَ من السماء إلى الأرض. وأعطاه الله مفتاح الحفرة العميقة المظلمة.
\v 2 وعندما فتح تلك الحفرة تصاعد منها دخان كثيف كما لو كان أتونًا عظيمًا مشتعلًا. ومنع الدخان أيّ شخص من أن يرى نور الشمس والسماء.
\v 3 ثمّ خرج جراد من الدخان وبدأ يحتشد على الأرض. أعطى الله هذا الجراد القدرة على أن يلدغ الناس كما تلدغ العقارب الناس.
\v 4 أمرَ الله الجراد ألّا يأكل كلّ عشب الأرض وكلّ النباتات وكلّ ورق الشجر [كما يفعل الجراد عادةً،] كما أمرَ الله الجراد أن يلدغ فقط الناس الذين ليس لديهم الختم على جباههم والذي يدلّ على انتمائهم إلى الله.
\v 5 لم يسمح الله للجراد بأن يقتل أولئك الناس. بدلًا من ذلك، ظلّ الجراد يعذّب الناس لخمسة أشهر. كان الألم الذي شعر به أولئك الناس يشبه الألم الذي يسبّبه العقرب عندما يلدغ شخصًا ما.
\v 6 خلال الوقت الذي يعذّب فيه الجراد الناس الذين يرفضون أن ينتموا إلى الله، [سيتألّم هؤلاء الناس كثيرًا لدرجة أنّهم] سيطلبون أن يموتوا. ولكن سيُبقي الله هؤلاء الناس أحياء [ليختبروا عقاب خطيئتهم.]
\v 7 بدا الجراد مثل الخيل المتأهّبة للمعركة. كان على رؤوسهم ما يشبه الأكاليل الذهبيّة، ووجوههم مثل وجوه البشر،
\v 8 وشعرهم طويل كشعر النساء، وأسنانهم قويّة كأسنان الأسود.
\v 9 كانوا يلبسون دروعًا مصنوعة من الحديد. عندما كانوا يطيرون، كانت أجنحتهم تُحدِثُ ضجيجًا كالّذي تُحدِثُهُ الخيول الكثيرة التي تجرّ عربات القتال وتندفع نحو المعركة.
\v 10 كان لهم أذناب مثل أذناب العقارب، وبهذه الأذناب كانوا يلدغون الناس. كان سلطانهم أن يؤذوا الناس خلال تلك الأشهر الخمسة في أذنابهم.
\v 11 كان الملك الذي يحكمهم هو ملاك الحفرة العميقة المظلمة. اسمه في اللغة العبريّة هو أَبَدُّون. وفي اللغة اليونانيّة هو أبُولِّيُّون، وكلا هذين الاسمين يعنيان المدمّر.
\v 12 [انصرفَ الجراد بعد خمسة أشهر.] وبذلك انتهى الحدث الفظيع الأوّل. ولكن اعلموا أنّه لا يزال هناك حدثان فظيعان آخران قادمان.
\v 13 ثمّ نفخ الملاك السادس في بوقه، فسمعتُ صوتًا من الزوايا الأربع للمذبح الذهبيّ الذي في حضرة الله.
\v 14 وكان الصوت يقول للملاك السادس، صاحب البوق، «فكّ الملائكة الأربعة الذين ربطُّهم أنا عند نهر الفرات العظيم».
\v 15 فانفكَّ هؤلاء الملائكة الأربعة، وكانوا ينتظرون تلك اللحظة عينها. أطلقوا سراحهم لكي يمكِّنوا جنودهم من أن يقتلوا ثلث البشريَّة.
\v 16 سمعت أحدهم يذكر عدد الجنود الذين كانوا يمتطون الخيول، وكان العدد 200, 000, 000.
\v 17 رأيت في الرؤيا شكل الخيول والجنود الذين يمتطونها. كان الجنود يلبسون دروعًا حمراء مثل النار وزرقاء مثل الياقوت وصفراء مثل الكبريت. كانت رؤوس الخيول مثل رؤوس الأُسُود. وكان يخرج من أفواهها نار ودخان وأبخرة كبريت متّقد.
\v 18 هذه الأشياء الثلاثة: النار والدخان والكبريت المُتّقد من أفواه الخيول - قتلت ثلث البشريّة،
\v 19 ولكن كان سلطان الخيل أيضًا في أذنابها، كما في أفواهها. كانت أذنابها مثل الثعابين، وكانت لديها رؤوس تلدغ الناس.
\v 20 كان لا يزال هنالك أناس لم تقتلهم ضربات النار والدخان والكبريت المتّقد. لم يتوقّف أولئكَ الناس عن أن يفعلوا الأشياء الآثمة. كما لم يتوقّفوا عن أن يعبدوا الشياطين والأصنام التي صنعوها من الذهب والفضّة والنحاس والحجر والخشب. لم يكفّ الناس عن أن يعبدوا الأصنام رغم أنّها كانت مجرّد تماثيل لا حياة فيها ولا تستطيع أن تساعد الناس.
\v 21 كما أنّهم لم يتوقّفوا عن أن يقتلوا الآخرين وأن يمارسوا الشعوذة وأن يتصرّفوا بطرق غير أخلاقيّة جنسيًّا ويسرقوا الأشياء.
\c 10
\p
\v 1 ثُمَّ رأيتُ في الرؤيا ملاَكًا آخر قويًّا نازلًا مِنَ السماءِ. أحاطت به سحابة، وكان هناك قوس قُزح فوق رأسه. أشرقَ وجههُ مثلَ الشمس، وتوهّجت رِجلاهُ كعمودَين من نار.
\v 2 كانت في يده مخطوطة مفتوحة. وَضَعَ رِجله الْيُمنى على الْمُحِيطِ ورجله اليسرى على اليَابسةِ.
\v 3 وصاح بصوت عالٍ كصوت زئير الأسد، ولمّا صاح، سمعتُ سبعة رعود. [كان في الرعد كلمات استطعت أن أفهمها.]
\v 4 وكنت على وشك أن أكتب ما قاله الرعد. لكنّ صوتٌ من السماء قال لي: «أبقِ ما قالته الرعود سرًّا! لا تكتبه!»
\v 5 ثمّ رفع الملاك الذي رأيته واقفًا على البحر واليابسة يده اليمنى نحو السماء [لكي يُقسم،]
\v 6 وطلب من الله الحيّ إلى أبد الآبدين والذي خلق كلّ ما هو موجود، أن يؤكّد أنّ ما قاله كان صحيحًا. قال الملاك إنّ الله لن يتأخّر بعد ذلك في أن يفعل ما قد خطّط لهُ،
\v 7 قال إنّه عندما يحين الوقت الذي ينفخ فيه الملاك السابع في بوقه، فإنّ الله سيُنهي خطّته السرّيّة. هذا ما قاله الله لعبيده الأنبياء منذ زمن بعيد.
\v 8ثُمَّ كلَّمَني الصوت الذي كنت قد سَمِعتهُ مِنَ السماء مرّةً أخرى، فقَالَ: «اذهَبْ وَخُذِ المخطوطة المَفتوحة مِن يد المَلاكِ الواقف على المحيطِ وعلى الأَرضِ».
\v 9 فَذهبتُ إِلى الملاك وسأَلتهُ أَن يعطينِي المخطوطة. فَقَالَ لِي: «خُذها فكُلها. عندما تأكلهُا سيكون مذاقها حلوًا كالعسل، ولكن بعد أن تأكلهُا ستؤلمك معدتك».
\v 10 فأخذت المخطوطة من يد الملاك وأكلتها. فلمَّا أكلتها كَانَ مذاقها حُلْوًا كَالْعَسَلِ، وَلَكِنْ بَعدَ أن أكلتها آلَمَتْني مَعِدتي.
\v 11 ثُمَّ قال لي أحدهم: «يجب أن تتكلّم برسائل الله مرّةً أخرى عن أمم كثيرة وجماعات كثيرة من الناس والمتحدّثين بلغات كثيرة وملوك كثيرين».
\c 11
\p
\v 1 ثُمَّ أَعطاني مَلاك قصبةً تُشبه عَصَا القياس. وقال لي الربّ: «اذهب إلى هيكلي، وقِسْهُ والمذبح الذي فيه، وعُدَّ الناس الذين يتعبَّدون فيه.
\v 2 ولكن لا تقس الساحة التي خارج مبنى الهيكل. لقد أعطيتها لجماعات الشعب غير اليَهُوديَّة، ونتيجةً لذلك، سوف يضطهدون الناس الذين يعيشون في مدينة أورشليم مدّة 42 شهرًا.
\v 3 سأرسل شاهدين ليُعلنا ما أُعلنه أنا لهم مُدَّة 1260 يومًا. وسيُظهران حزنهما على خطيئة الناس بأن يلبسوا ثياب خشنة نسجها أحد ما من شعر الماعز».
\v 4 هذان الشاهدان هما اللذان تمثّلهما شجرتا الزيتون ومنارتان. هاتان الشجرتان والمنارتان هما في حضرة الربّ الذي يحكم الأرض.
\v 5 والآن إذا حاول أحد أن يؤذي هذين الشاهدين، فإنّهما يُخرِجان نارًا من أفواههما ويحرقانه. بهذه الطريقة سيقتُل الشاهدان بالتأكيد كلّ من يريد إيذاءهما.
\v 6 سيكون لهذين الشاهدين سلطان أن يأمرا بألّا تُمطر السماء خلال الوقت الذي يعلنان فيه ما يوحيه الله إليهما. سيكون لديهما أيضًا سلطان أن يجعلا مياه البحيرات والجداول تصبح دمًا. سيكون لديهما أيضًا سلطان أن يحدثا أنواعًا كثيرة من الأوبئة على الأرض. سيفعلان هذه الأشياء عندما يشعران أنّ هذا سيؤكّد رسالتهما بأنّها من الله.
\v 7 لكن عندما ينتهيان من أن يعلنا رسالتهما بأنّها من الله، سيهاجمهما الوحش الذي سيخرج من الحفرة العميقة المظلمة. سيهزمهما الوحش ويقتلهما.
\v 8 الآن كان الشاهدان يعلنان رسالة الله في المدينة العظيمة التي يدعونها الناس برمزيّة، بسدوم لأنّ أهلها أشرار جدًّا، ويدعو الناس تلك المدينة أيضًا بمصر لأنّ أهلها يعاملون شعب الله بشكل سيّئ، وفي المدينة التي كان يخدم فيها الشاهدان أيضًا، مات يسوع على الصليب، وليُهينوا الشاهدَين، فإنّ أهل المدينة لن يدفنوا جثَّتيهما. سيتركون جثَّتيهما مُلقتين في المنطقة المفتوحة للمدينة،
\v 9 وسينظر أفراد من العديد من جماعات الشعوب والقبائل واللغات المختلفة إلى جثّتيْهما لثلاثة أيّام ونصف. لكنّ أهل المدينة لن يسمحوا لأحد بأن يدفنوا جثّتيهما.
\v 10 عندما يرى الناس الذين لا يكرّمون الله أنّ الشاهدَين قد ماتا، سيفرحون جدًّا ويحتفلون. حتّى أنّهم سيرسلون الهدايا بعضهم لبعض ليحتفلوا. سيكونون سعداء لأنّ النبيّين اللذين أرسلا الأوبئة التي جعلتهم يعانون، قد ماتا،
\v 11 ولكن بعد ثلاثة أيّام ونصف، سيحيهما الله مرّةً أخرى. لن يكونا ميّتين فيما بعد وسيقومان. سيرتعب الناس الذين سيرونهما حيّين مرّةً أخرى.
\v 12 ثُمَّ يسمَع الشاهِدان صوتًا عظيمًا من السماءِ يَقول لهُما «اصعدا إلى ههنا!» ثُمَّ يصعدان إِلى السماءِ فِي سحابَةٍ. وسيُشاهدهُما أعداؤهما يَصعَدان.
\v 13 في ذلك الوقت ذاته سيحدث زلزال عظيم، ونتيجةً لذلك ستنهار عُشر المباني في المدينة. سيقتل ذلك 7000 شخص، وسيخاف باقي الشعب كثيرًا ويعترفون أنّ الإله الحقيقيّ قد عاقبهم بعدلٍ لأنّهم قتلوا الشاهدَين.
\v 14 سيكون هذا هو الحدث الفظيع الثاني. اعلموا أنّ الحدث الفظيع الثالث سيحدث بعد ذلك بوقت قصير.
\v 15 ثمّ نفخ الملاك السابع في بوقه، فصرخت أصوات في السماء بصوت عالٍ: «سيحكم الآن الربّ إلهنا والمسيح الذي عيّنه، جميع الناس في العالم! وسيستمرّان في أن يحكما جميع الناس إلى الأبد!»
\v 16 وانحنى الشيوخ الـ 24 الجالسون على العروش حول عرش الله ووجوههم إلى الأرض وسجدوا له،
\v 17 قائلين: «نشكرك أيُّها الربُّ الإله، أنتَ الذي تحكم كلَّ شيء! أنت الكائن! والباقي إلى الأبد! لأنّك هزمت بقوّة كلّ من تمرّد عليك، وأنت الآن تحكم جميع الناس في العالم.
\v 18 كانت الشعوب غير المؤمنة من الأمم هائجة عليك بشكل غاضب. ونتيجة لذلك، عاقَبتَهُم. لقد قرَّرتَ أنَّ هذا هو الوقت المناسب لتدين جميع الذين ماتوا. إنّك تكافئ عبيدك الذين تكلّموا برسالتك والناس الذين ينتمون إليك، إنّك تكافئ كلّ الذين يكرّمونك أيًّا كانوا. لقد قرَّرتَ أنّ الوقت قد حان لكي تُهلك الناس الذين كانوا يدمِّرون الأرض».
\v 19 ثمّ فتح الله أبواب هيكله في السماء، ورأيت فيه الصندوق المقدّس الذي يحتوي على رموز وعد الله. كان البرق يومض، وسمعتُ الرعد يدوّي. اهتزَّت الأرض، وسقطت حبّات بَرَدٍ كبيرة من السماء.
\c 12
\p
\v 1 ثمّ ظهر شيء مهمّ جدًّا في السماء. لقد كانت امرأة ترتدي الشمس كلباس لها، وتقف على القمر، وعلى رأسها إكليل مصنوعٌ من 12 كوكبًا.
\v 2 كانت على وشك أن تنجب طفلًا، وتصرخ من الألم لأنَّه كان يصعب عليها جدًّا أن تلد طفلها.
\v 3 ثمّ ظهر شيء آخر مهمّ في السماء. كان تنّينًا ضخمًا لونهُ أحمر. كان له سبعة رؤوس وعشرة قرون، وكان على كلّ رأس من رؤوسه تاج ملكيّ.
\v 4 جرّ ذيل التنّين ثلث النجوم من السماء ورماها على الأرض، ووقفَ التنّين نفسه أمام المرأة التي كانت على وشك أن تلد ليأكل طفلها حال ولادته.
\v 5 ثمّ ولدت المرأة ابنًا. كان مقدّرًا له أن يحكم جميع مجموعات الناس بسلطة كاملة. فاختطف الله هذا الطفل وأصعده إلى عرشه في السماء.
\v 6 أمّا المرأة فقد هربت إلى منطقة مهجورة. كان الله قد أعدّ لها مكانًا هناك ليعتني بها الناس مدّة 1260 يومًا.
\v 7 ثمّ بدأت معركة في السماء. قاتل ميخائيل والملائكة الذين كان يقودهم ضدّ التنّين. حارب التنّين وملائكته [ضدّ ميخائيل وملائكته.]
\v 8 لكنّ التنّين خسر المعركة، ولم يسمح الله للتنّين وملائكته أن يبقوا في السماء بعدها.
\v 9 بدلًا من ذلك، طرد الله التنّين الضخم من السماء. هذا التنّين هو الروح الشريّر ذاته الذي ظهرَ على هيئة حيّة منذ زمن بعيد، واسمه إبليس والشيطان، الذي يخدع كلّ من يعيش في العالم، وقد طرحَهُ الله هو وجميع ملائكته إلى الأرض.
\v 10 ثمّ سمعتُ شخصًا في السماء يصرخ بصوتٍ عالٍ: «الآن خلّص إلهنا شعبه بقوّته، وهو يملُك على جميع الناس! والآن قد بدأ مسيحه بأن يملُك! ذلك لأنَّ الله قد طرح من السماء المشتكي على إخوتنا المؤمنين. لقد كان يأتي إلى الله باستمرار ويشتكي على المؤمنين بأنّهم يفعلون أشياء خاطئة
\v 11 لكنْ، غلبه إخوتنا المؤمنون. لأنّ الخروف سفك دمه كذبيحة عنهم، ولأنّهم تكلّموا بالحقيقة عنه للآخرين. لم يرغبوا في أن يبقوا أحياء فحسب. بل لو لزم الأمر، كانوا مستعدّين أن يموتوا من أجل أن يقولوا الحقّ عنه.
\v 12 لذلك يجب أن تفرحوا جميعًا أيّها الذين تعيشون في السماء! أمّا أنتم أيّها الناس الذين تعيشون على الأرض وتسافرون في البحر، فستحدث لكم أمور فظيعة لأنَّ إبليس الآن بينكم. إنّه غاضب جدًّا لأنّه يعلم أنّه ليس لديه سوى وقت قصير قبل أن يدينه الله ويعاقبه».
\v 13 عندما أدرك التنّين أنّ الله قد طرحه إلى الأرض، حاول أن يهاجم المرأة التي ولدت ابنًا.
\v 14 لكنّ الله أعطى المرأة جناحين كجناحيْ نسر كبير جدًّا. مكّناها من أن تطير بعيدًا إلى منطقة مهجورة. كان الله قد أعدّ لها مكانًا آمنًا هناك. في ذلك المكان، اعتنى الله بها مدّة ثلاث سنوات ونصف. لم تتمكّن الحيّة، [أي التنّين،] من أن تصل إليها هناك.
\v 15 ثمَّ سكَبَت الحيّة طُوفَانًا من الماء من فمِها نَحوَ المَرأَة. كانت تحاول أن تجرفها بالماء.
\v 16 لكنَّ الأرض ساعدت المرأة. ففتحتِ الأرضُ حفرةً كبيرةً ونزلَ الطوفانُ الذي سكبهُ التنّينُ من فمهِ إلى الحفرة،
\v 17 فغضبَ التِنِّينُ من المرأة غضبًا شَدِيدًا، فذهبَ ليُحارِب بقيَّة أولادها، وهم الناس الذين يطيعون وصايا الله والذين يتكلّمون بالحقيقة عن يسوع.
\v 18 ثمّ وقف التنّين على شاطئ البحر.
\c 13
\p
\v 1 ثُمَّ رأيت وحشًا صاعِدًا من البحر. وكان له عشرة قرون وسبعة رؤوس. كان على كلِّ قرنٍ من قرُونِه تاجٌ ملَكيّ، وعلى كلِّ رأسٍ مِن رُؤوسه اسمٌ يهين اللهَ.
\v 2 كانَ ذلكَ الوَحشُ يُشبِه النمر ولكن رِجلاه كرِجلَيْ الدبّ، وفمه مثل فم الأسد. جعل التنّين الوحش قويًّا جدًّا، وأعطاه الحقّ الأعلى في أن يحكم الناس كملك عليهم.
\v 3 بدا أحد رؤوس الوحش كما لو أنّ أحدًا جرحه فمات، ولكن ذلك الجرح كان قد شُفي. نتيجةً لذلك تعجّب جميع أهل الأرض من الوحش وأطاعوه.
\v 4 عبدوا التنّين لأنّه أعطى الوحش سلطانًا ليحكمهم. عبدوا الوحش أيضًا، وقالوا: «ليس هنالك من هو قويّ كالوحش! لم يتمكّن أحد أن يقاتله قطّ!».
\v 5 مكَّن التنّين الوحش من أن يتكلّم بكبرياء ويهين الله. مكَّنه التِّنين أيضًا من أن يحكم الناس على الأرض. لكنّ الله سيسمح للوحش بأن يحكم مدّة 42 شهرًا فقط.
\v 6 عندما تكلّم الوحش أهان الله، قائلًا: لم يكُن الله بالحقيقة كما اعتقد الناس أنّه كذلك. أهان الوحش أيضًا الناس الذين يعيش الله بينهم في السماء.
\v 7 مكَّن التنّين، الوحش من أن يحارب شعب الله ويغلبهم. كما أعطى التنّينُ، الوحشَ الحقَّ في أن يحكم الناس أيًّا كانت القبيلة التي جاءوا منها أو الجماعة التي ينتمون إليها أو اللغة التي يتكلّمونها أو المكان الذي يعيشون فيه.
\v 8 لن تظهر أسماء بعض الناس الذين يعيشون على الأرض في سفر الحياة، فهؤلاء الناس سيعبدون الوحش. إنّ سفر الحياة يخصّ الخروف، وذلك الخروف قد بذل حياته في بداية العالم ليصبح المخلّص.
\v 9 على كلّ من يريد أن يفهم أن يصغي بانتباه إلى هذه الرسالة من الله.
\v 10 إِن كانَ يريد أَعداءُ أَحد ما أن يأسِروه فسيأسرونَه، وإنْ كان أعداء أحد ما يريدون أن يقتلوه بالسيف فسيقتلونه بالسيف. لذلك يجب أن يتحمّل شعب الله أن يعانوا وأن يبقوا أمناء له.
\v 11 ثمَّ رأيتُ وحشًا آخر صاعِدًا مِنَ الأَرضِ. كانَ لهُ قرنانِ صَغيران على رأسهِ كقَرنَي خَرُوفِ. لَكِنَّ صَوتهُ يُشبِهُ صَوتَ تِنِّين.
\v 12 هذا الوحش الذي من الأرض ينفّذ جميع أوامر الوحش الذي من البحر. يطلب من الناس الذين يعيشون على الأرض أن يسجدوا للوحش الذي من البحر. هذا هو الوحش الذي كاد أن يموت لكن جرحه شُفي.
\v 13 الوحش الذي من الأرض صنع أيضًا معجزات مذهلة. حتّى أنّه جعل النار تسقط من السماء على الأرض بينما كان الناس ينظرون.
\v 14 أعطى التنّينُ الوحشَ الذي من الأرض القوّةَ ليصنع هذه المعجزات نيابةً عن الوحش الذي من البحر. استخدم وحش الأرض المعجزات لخداع الناس الذين يعيشون على الأرض، وطلب منهم أن يصنعوا تمثالًا يشبه الوحش الذي من البحر. كان ذاك هو الوحش الذي نجا من جرح السيف الذي بدا أنّه يقتله.
\v 15 أعطى التنّينُ الوحشَ الذي من الأرض القوّةَ ليجعل ذلك التمثال يحيا، بعدها استطاع التمثال الذي كان يشبه الوحش الذي من البحر أن يتكلّم. ثمّ أمر الوحش الذي من الأرض أن يهلَك كلّ من يرفض أن يعبد التمثال.
\v 16 كما اشترط الوحش القادم من الأرض أن يكون لكلّ شخص سِمَة على يده اليمنى أو على جبهته. كان ينطبق هذا الشرط على الأشخاص المهمّين وغير المهمّين. كان ينطبق على الأشخاص الأغنياء والأشخاص الفقراء. ينطبق على الأحرار والعبيد. كان ينطبق على الجميع!
\v 17 ثمّ أمر الوحش الذي من الأرض ألّا يشتري أحد أو يبيع أيّ شيء إذا لم تكن لديه هذه السِمَة. كانت السِمَة هي اسم الوحش القادم من البحر أو الرقم الذي يرمز إلى اسمه.
\v 18 يجب أن تفكّروا بحكمة في هذا الأمر: أيّ شخص يفهم الأمور جيّدًا يمكنه أن يعرف هويّة الوحش الذي من البحر. ذلك لأنّ العدد الذي يرمُز إلى اسمهِ يمثّل في الواقع اسم إنسان. هذا العدد هو 666.
\c 14
\p
\v 1 ثمَّ رأيتُ الخروف واقفًا على جبلِ صِهيونَ في أورشَلِيم، وكان معه 144, 000 شخص، وكان قد كتبَ اسمه واسم أبيه على جباههم.
\v 2 وسمعتُ أيضًا صوتًا من السماء. كان عاليًا كصوت شلّال هائل أو رعد قويّ. كان الصوت أيضًا كصوت أناس كثيرين يعزفون على القيثارات.
\v 3 كان هذا الصوت لأناس رأيتهم ينشدون ترنيمة جديدة. كانوا واقفين أمام العرش والكائنات الحيّة الأربعة والشيوخ. كان الخروف قد خلَّص هؤلاء الـ144, 000 شخص من بين جميع الناس على الأرض. كان بإمكانهم هم وحدهم أن يتعلّموا تلك الترنيمة.
\v 4 هؤلاء الـ144, 000 شخص هم أنقياء روحيًّا، كما العذارى طاهرات أخلاقيًّا. لم يدنّسوا أنفسهم بعبادة أيّ إله كاذب. هم الذين يرافقون يسوع، الذي هو كالخروف، أينما يذهب. إنّهم يمثّلون جميع أولئك الذين خلّصهم حتّى الآن من بين أهل الأرض. أولئك الذين آمنوا بيسوع سيشاركون إيمانهم ويقودون كثيرين آخرين إلى الإيمان بالله ويسوع.
\v 5 هؤلاء الناس لم ينكروا يسوع أبدًا. لقد عاشوا دائمًا حياةً طاهرة.
\v 6 ثمّ رأيت ملاكًا آخر يطير في السماء. كان يأتي بخبر الله السارّ الأبديّ من السماء ليعلنه للناس الذين يعيشون على الأرض. ليعلنه إلى كلّ أمة، وإلى كلّ قبيلة، وإلى الناطقين بكلّ لغة، وإلى كلّ الشعوب.
\v 7 قال بصوتٍ عالٍ: «أكرموا اللهَ وسبِّحوهُ لأنَّهُ قد حان الوقت ليدِينَ الجَمِيع! اعبدوه لأنَّه هو الذي خلق السماء والأرض والبحر والمياه العذبة».
\v 8 ثُمَّ جاءَ ملاَكٌ آخَر بعد ذلك الملاك. وقال هذا الملاك: «مدينة بابل الشرّيرة جدًّا أصبحت الآن مدمّرة بالكامل! أجبَرتْ بابل شعب كلِّ أمَّة على ألّا يكونوا مخلصين لله بأن يعبدوا الأوثان.
\v 9 جاء بعد ذلك ملاك آخر. قال هذا الملاَكُ بصوتٍ عظيم: «إِنْ سجدَ الناس للوحش وصورَته أَو سمَحوا لأَحَدٍ أَن يضع علامته على جباهِهِم أَو على أَيدِيهِم،
\v 10 سيُعاقِبهُم اللهُ كما يجب. سوف يترنّحون من العقاب كما لو كانوا قد شربوا خمرًا قويًّا، وسيعذّبهم بالكبريت المُتّقد بينما ينظر ملائكته القدّيسون والخروف،
\v 11 وسيتصاعد دخان النار التي تعذّبهم إلى الأبد، وسيعذّبهم الله طوال الوقت دون أن يتوقّف. هذا ما سيحدث للناس الذين يسجدون للوحش وصورته أو الذين يسمحون لأحد أن يكتب اسمه عليهم».
\v 12 شعب الله هم الذين يطيعون ما يأمر به الله ويؤمنون بيسوع. يجب أن يستمرّوا في أن يفعلوا هذه الأشياء بأمانة [لأنّ الذين يعصون الله وينكرون يسوع سيختبرون هذا العذاب.]
\v 13 ثمّ سمعتُ شخصًا يتكلّم من السماء ويقول: «اكتب هذا: كم هم محظوظون من الآن فصاعدًا أولئك الذين يموتون مؤمنين بيسوع ومخلصين له». يقول الروح القدس: «نعم، بعد أن يموتوا، لن يضطرّوا بعد ذلك إلى أن يتحمّلوا العذاب. بدلًا من ذلك، سيكون واضحًا أنّهم كانوا يفعلون الأشياء الصحيحة».
\v 14 ثمّ رأيت شيئًا آخر مهمًّا للغاية. رأيت سحابة بيضاء، وكان شخص ما يشبه الإنسان يجلس على السحابة، ويرتدي إكليلًا ذهبيًّا على رأسه، ويحمل منجلًا حادًّا في يده،
\v 15 وخرج ملاك آخر من الهيكل الذي في السماء، وقال بِصَوتٍ عظيمٍ لِلجَالِسِ على السحَابَةِ: «حُبوب الأَرْضِ قد نضجَت. فهذا أَوَانُ حصادِها. فاستَعمِل منجلكَ لتَحصُد الحُبوب».
\v 16 ثمَّ استعمَلَ الجَالِسُ عَلَى السحابَةِ الذي كانَ يُشبِهُ الإِنسان، مِنجَلَهُ ليحَصدِ كُلِّ الحبوب التي على الأرض.
\v 17 ثُمَّ خَرَجَ مَلاَكٌ آخَر من الهيكل السمَاوِيِّ، وكان هذا الملاك يحمل أيضًا منجلًا حادًّا.
\v 18 وجاء ملاك آخر من المذبح، وهو الذي يعتني بنار المذبح. قَالَ بِصَوتٍ عَالٍ لِلملاكِ الذِي كانَ يَحمِل المِنجَل: «العِنَب الذي عَلَى الأَرضِ قد نَضجَ! فَاستَخدِم مِنجَلَكَ لِتَقطَعَ عناقيدَ العِنَبِ مِنْ كروم العِنَبِ التي عَلَى الأَرضِ. ثُمَّ اجمع عناقيد العنب تلك».
\v 19 فاستخدمَ الملاك منجله ليقطف العنب. ثمّ ألقى العنب في معصرة العنب الضخمة التي تمثّل المكان الذي سيعاقب الله فيه الناس على أفعالهم الخاطئة،
\v 20 وداس الله العنب في المعصرة خارج المدينة. وعندما فعل ذلك، أنسكبَ الدم من المعصرة! وسال بكمّيَّة كبيرة لدرجة أنّه شكَّل جدولًا كان عمقه مترًا ونصف وامتدَّ لمسافة ثلاثمائة كيلومتر.
\c 15
\p
\v 1 ثمّ ظهر شيء آخر مهمّ جدًّا في السماء. رأيت سبعة ملائكة. كان الله قد كلّفهم بمعاقبة المتمرّدين بسبع طرق مختلفة. هذه هي المرّة الأخيرة التي سيعاقب الله الناس بهذه الطريقة، لأنّه من خلال هذه العقوبات سيكون قد أوقع بسكّان الأرض العقاب الكامل الذي يستحقّونه.
\v 2 ورأيت أيضًا مساحة كبيرة مستوية من الزجاج تتلألأ بالنور. ورأيت أيضًا الناس الذين غلبوا الوحش بأنّهُم لم يعبدوا الوحش أو صورته ولم يسمحوا لأحد أن يضع العدد الذي يمثِّل اسم الوحش. كانوا واقفين على المساحة الكبيرة المستوية من الزجاج، ويحملون القيثارات التي أعطاهم إيّاها الله،
\v 3 ويرنّمون ترنيمة كتلك التي رنّمها موسى عبد الله منذ زمن بعيد. كانت نفس الترنيمة التي ينشدها الخروف الآن. كانوا ينشدون قائلين: «أيّها الربّ الإله الحاكم على كلّ شيء، كلّ ما تفعله عجيب جدًّا! إنّكَ تتصرَّف دائمًا بطريقةٍ بارّة تمامًا، وتحكم كملك إلى الأبد!
\v 4 يا ربّ، سيخافك الجميع ويكرّمونك لأنّك وحدك قدّوس. أجل، سيأتي الناس من كلّ جماعةٍ ويسجدون لك عابدين. لأَنَّكَ أَظْهَرْتَ أَنَّكَ أدنتَ الجَمِيعِ بِطريقة صحيحة».
\v 5 ثمّ رأيت بعد ذلك أنّ أبواب الهيكل في السماء كانت مفتوحة. كان ذلك الهيكل السماويّ يشبه الخيمة على الأرض التي كانت تضمّ الصندوق المقدّس.
\v 6 وخرج من الهيكل الملائكة السبعة الذين كان من واجبهم أن يعاقبوا المتمرّدين بسبع طرق مختلفة. كان الملائكة يرتدون ثيابًا طاهرة من الكتّان الأبيض. وكانوا يرتدون أيضًا أربطةً من قماش ذهبيّ حول صدورهم.
\v 7 أعطى أحد الكائنات الحيّة الأربعة كلّ واحد من الملائكة السبعة وعاءً ذهبيًّا. وكان في داخل كلّ وعاء نوع مختلف من العقاب للأشخاص الذين ارتكبوا أشياء خاطئة. كان الملائكة يديرون هذه العقوبات نيابةً عن الله الحيّ إلى أبد الدهور.
\v 8 ثمّ ملأ الدخان الذي كان يعبّر عن حضور الله المجيد القادر على كلّ شيء الهيكل. [ظلّ الدخان هناك بينما كان الملائكة ينفّذون الضربات]. تمامًا بعد أن انتهى الملائكة السبعة من أن يعاقبوا أهل الأرض بسبع طرق مختلفة عندها تمكّن الناس من أن يدخلوا الهيكل مرَّةً أخرى.
\c 16
\p
\v 1 بعد ذلك، سمعت أحدًا يتحدَّث بصوت عالٍ في الهيكل إلى الملائكةَ التي تحمل الكؤوس السبع، وقال لهم: «اذهبوا واسكبوا على الأرض ما في الكؤوس السبع، فهكذا سيعاقب الله الناسَ على خطاياهم».
\v 2 فذهب الملاكُ الأوَّل وسكب ما في كأسه على الأرض. نتيجةً لذلك، أصابت دماملُ خبيثةٌ الأشخاصَ الَّذين سمحوا لعبيد الوحش بأن يكتبوا اسم الوحش عليهم. هؤلاء هُم الأشخاص الَّذين سجدوا لصورة الوحش.
\v 3 ثمَّ، سكب الملاك الثاني ما في كأسه على البحر. نتيجةً لذلك، تحوَّلت مياه البحر إلى دمٍ. كان ذلك الدمُ فاسدًا ونتنًا كدم شخص ميْت، وماتت جميع المخلوقات التي تعيش في البحر،
\v 4 وبعد ذلك، سكب الملاك الثالث ما في كأسه على أنهار الأرض وينابيعها. فتحوَّلت المياه إلى دمٍ.
\v 5 ثمَّ سمعت الملاك المسؤول عن هذه المياه يقول لله: «يا الله، أنت كائن وموجود ولطالما كنت كائنًا وموجودًا، أنت قدُّوس بشكل فائق. أنت قاضيٌ عادل للناس.
\v 6 الأشخاص الَّذين تمرَّدوا عليكَ وقتلوا القدِّيسين وأنبياءك، فأنتَ عادل لأن عاقبتهم وسقيتهم الدمَ».
\v 7 بعدئذٍ، سمعت المذبح يُجيب: «نعم، أيُّها الربُّ الإله، أنتَ الذي تملك على كلِّ شيء، وتعاقب الناس بعدلٍ».
\v 8 أمَّا الملاك الرابع، فسكب ما في كأسه على الشمس. نتيجةً لذلك، صارت الشمس حارَّةً جدًّا حتَّى أنَّها أحرقَتِ الناس بشدَّةٍ.
\v 9 لأنَّ الشمس حرقت الناسَ بشدَّةٍ، قالوا كلامًا شرِّيرًا عن الله لأنَّه يملك القوَّة ليعاقبهم بهذه الطُّرق، ومع هذا رفضوا أن يتوقَّفوا عن أن يفعلوا الأشياء الخاطئة، ورفضوا أن يُسبِّحوه.
\v 10 بعد ذلك، سكب الملاك الخامس ما في كأسه على عرش الوحش. نتيجةً لذلك، صار المكان الذي يحكم فيه مظلمًا. [لأنَّه كانت هناك ظلمة كالليل طوال الوقت، شَعَر الناسُ الذين يحكم عليهم الوحش أكثر بألم دماملهم الخبيثة]، لذلك كانوا يعضُّون ألسنتهم من هذا الألم.
\v 11 كما أنَّهم قالوا أشياء شرِّيرة عن الله الذي يملك في السماء، لأنَّ دماملهم كانت مؤلمة جدًّا، ومع هذا رفضوا أن يتوقَّفوا عن أن يفعلوا الأشياء الخاطئة.
\v 12 ثمَّ، سكب الملاك السادس ما في كأسه على نهر الفرات، فجفَّ الماء الذي في النهر، لكي يستطيع الملوك من البلاد التي في المشرق أن يعبروه مع جيوشهم.
\v 13 وبعدئذٍ، رأيت ثلاثة أرواح شرِّيرة تُشبه الضفادع. خرج واحد من فمِ التنِّين، وخرج آخر من فمِ الوحش، وخرج آخر من فمِ النبيِّ الكذَّاب.
\v 14 كانت هذه الأرواح شياطين تقدر أن تصنع المعجزات، وذهبت إلى ملوك الأرض جميعًا لتجمع جيوشهم. ستحارب هؤلاء الجيوش في معركة في اليوم العظيم عندما يعاقب الله القدير أعداءه.
\v 15 (سمعت الربَّ يسوع يقول: «يجب أن تستمع إليَّ بانتباهٍ: سآتي في وقت غير متوقَّعٍ، مِثل اللِّصِ. سيكون هذا جيِّدًا بالنسبة إلى الناس الذين يظلُّون متيقِّظين ويستمرُّون في أن يعيشوا بطريقة صالحة. لن يشعروا بالخزي عندما أعود، بل سيكونون كالشخص الذي بقي مرتديًا ثيابه، لكيلا يشعر بالخزي أمام الناس الآخرين»).
\v 16 جمعتِ الأرواح الشرِّيرة الملوك في مكان يُسمَّى باللغة العبريَّة هرمجدُّون.
\v 17 بعد ذلك، سكب الملاك السابع ما في كأسه على الهواء. فقال أحدهم بصوتٍ عالٍ من العرش الذي في الهيكل: «لقد أتمَّ الله الآن عقاب الأشخاص المتمرِّدين».
\v 18 ثمَّ، وَمَضَ برقٌ وزمجر رعدٌ واهتزَّتِ الأرض بعنفٍ. لم يحدث مثيل لهذا الزلزال القويِّ منذ أن عاش الإنسان على الأرض،
\v 19 نتيجة لهذا الزلزال، انقسمت المدينة العظيمة إلى ثلاثة أقسام، كما أنَّ الله دمَّر المدن في الدول الأخرى. لم ينسَ الله أنَّ شعب بابل أخطأوا كثيرًا، لذا جعلهم يختبرون العقاب الذي يستحقُّونه بعدل.
\v 20 نتيجةً لهذا الزلزال، اختفت كلُّ جزيرةٍ، وصارت الجبال أرضًا مستوية،
\v 21 وتساقط من السماء على الناس بردٌ كبير، تَزِن كلُّ حبَّةٍ منه
\v 33 كيلوغرامًا. وحينئذٍ، قال الناس أقوالًا شرِّيرة عن الله لأنَّه عاقبهم بهذه الطريقة الفظيعة وبهذا البَرَدِ الكبير والثقيل.
\c 17
\p
\v 1 وجاء إليَّ أحد الملائكة السبعة الذين يحملون الكؤوس، وقال لي: «تعال معي، سأريك كيف سيُعاقب الله الزانية الشرِّيرة التي رأيتها تجلس بجانب نهر عظيم.
\v 2 سجد ملوك الأرض للأوثان التي أرادت منهم أن يسجدوا لها. سجد الناس الذين يحكمون عليهم أيضًا لهذه الأوثان، كما وكأنَّهم ثملوا من خمر أعطتهم إيَّاه».
\v 3 بعد ذلك، أوحى إليَّ الروح القدس لكي أرى وأسمع أشياء في رؤيا. حملني الملاك إلى برِّيَّةٍ، وهناك رأيت امرأةً تركب على وحشٍ أحمر، وكان يوجد على جسم الوحش كلِّه أسماء، وهذه كانت أسماء أساءت إلى الله. كان لدى الوحش سبعة رؤوس وعشرة قرون.
\v 4 كانت المرأة تلبس ملابس أرجوانيَّة وحمراء، وتضع حليَّ ذهبٍ وحجارةً كريمةً ولؤلؤًا. كانت تحمل كأسًا ذهبيًّا في يدها. كان ذلك الكأس مملوءًا بشيء تشربه يمثِّل الأشياء الفظيعة التي تفعلها عندما تزني،
\v 5 وكان هناك اسم مكتوب على جبينها، وذلك الاسم يحمل معنىً سرِّيًّا. كان ذلك الاسم: بابل العظيمة، أُمُّ الزانيات والأعمال غير الأخلاقيَّة في الأرض.
\v 6 رأيت أنَّ المرأة ثَمِلت لأنَّها قد شربت دمَ شعب الله. تألَّم هؤلاء لأنَّهم أعلنوا الحقيقة عن يسوع. عندما رأيتها اندهشتُ كثيرًا.
\v 7 قال لي الملاك: «يجب ألَّا يدهشك هذا، فأنا سأفسِّر لك سرَّ المرأة والوحش الذي تركبه، الذي له سبعة رؤوس وعشرة قرونٍ.
\v 8 كان الوحش الذي رأيته يعيش من قبل، ولكنَّه الآن لم يعد حيًّا، ولكنَّه يوشك على أن يخرج من الحفرة المظلمة والعميقة، وسيهلكه الله في النهاية. سيظهر هذا الوحش مرَّة أخرى بعد أن عاش قديمًا ومات. ستُدهِش رؤيته سُكَّان الأرض الذين لم يكتب الله أسماءهم في سفر الحياة قبل أن يؤسِّس العالم.
\v 9 يجب أن يفكِّر الناس بطريقة حكيمة لكي يفهموا هذا: تمثِّل السبعة رؤوس للوحش الذي تركبه المرأة سبعة تلال للمدينة التي تمثِّلها المرأة، كما أنَّ الرؤوس تمثِّل أيضًا سبعة ملوكٍ.
\v 10 خمسة من أولئك الملوك قد ماتوا، وواحد ما زال حيًّا، ولم يأتِ بعد الملك السابع، ولكن عندما يأتي سيحكم لفترة قصيرة من الوقت.
\v 11 الوحش الذي كان حيًّا من قبل ومن ثمَّ لم يعد حيًّا، سيكون ملكًا ثامنًا، وهو في الحقيقة واحدًا من أولئك الملوك السبع. وسيهلكه الله بكلِّ تأكيد.
\v 12 الآن، العشرة قرون التي رأيتها تمثِّل عشرة ملوك لم يبدأ حكمهم بعد، بل سيحكمون سويَّةً الناسَ مع الوحش، ولكن لوقت قصير فقط.
\v 13 سيتَّفق أولئك الملوك على أن يفعلوا الشيء نفسه. نتيجةً لهذا، سيعطوا الوحش سلطانهم ليحكم.
\v 14 سيحارب الملوكُ والوحشُ الخروفَ، وهو سيهزمهم لأنَّه الربُّ الذي يملك على جميع الأرباب الآخرين، والملك الذي يملك على جميع الملوك الآخرين. الناس الذين معه هم الذين اختارهم الله ودعاهم لنفسه، وهم الذين يستمرُّون في خدمته بأمانة».
\v 15 بعدئذٍ، قال لي الملاك: «تمثِّل المياه التي رأيتها في المدينة حيث تجلس الزانية عددًا كبيرًا من الناس من خلفيَّات كثيرة مختلفةٍ.
\v 16 وتمثِّل القرون العشرة التي رأيتها ملوكًا. سيُبغضون هُم والوحش الزانية، لهذا سينهبون المدينة ولن يُبقوا فيها شيئًا، وبعد ذلك، سيدمِّرون المدينة تمامًا كما يلتهم حيوان مفترس حيوانًا آخر. وسيحرقون المدينة كاملةً.
\v 17 سيفعلون ذلك لأنَّ الله جعلهم يقرِّرون أن يفعلوا ما يريده هو أن يفعلوه. نتيجةً لذلك، سيتَّفقون معًا أن يُعطوا الوحش سلطانهم ليحكم إلى حين أن يُتمِّم الله ما قاله.
\v 18 تمثِّل الزانية التي رأيتها المدينة الشرِّيرة جدًّا ذاتها التي يحكم ملوكها الملوك الآخرين في العالم.
\c 18
\p
\v 1 بعد هذا، رأيت ملاكًا نازلًا من السماء، وقد أعطى الله سلطانًا عظيمًا لهذا الملاك. كان هذا الملاك يُضيء بشكل ساطعٍ حتَّى أنَّ نوره أنار الأرض.
\v 2 صاح الملاك بصوت عالٍ قائلًا: «يوشك الله على أن يُدمِّر بالكامل مدينة بابل الشرّيرة، [ولن يعيش الناس فيما بعد في خراب هذه المدينة]. ستعيش فيها جميع أنواع الأرواح الشرِّيرة، وستعيش أيضًا فيها جميع أنواع الطيور الجارحة النجسة.
\v 3 سيُدمِّر الله بابل، لأنَّ تلك المدينة الشرِّيرة أثَّرت في الكثير من الشعوب ليُكرِّسوا أنفسهم ليعبدوا الأوثان. كما أنَّ بابل أثَّرت في ملوك هؤلاء الشعوب، وجعلوا شعوبهم يعبدون الأوثان. كما أنَّ بابل كانت مثالًا للعيش في ترفٍ، وهذا ما جعل الناس في أماكن أخرى يرغبون في العيش بنفس الطريقة. كسب هؤلاء الذين باعوا سِلعًا فاخرةً الكثير من المال لأنَّهم باعوا هذه السلع لأولئك الناس».
\v 4 ومن ثمَّ سمعت أحدًا آخر يتحدَّث من السماء قائلًا: «اهربوا يا شعبي مِن تلك المدينة الشرِّيرة بابل! إن بقيتم هناك، ستُخطئون كما يُخطئ الشعب هناك، وإن أخطأتم كما هُم يُخطئون، سأعاقبكم كما سأعاقبهم.
\v 5 اهربوا لأنَّ شعب تلك المدينة أخطأ كثيرًا، وسيُعاقبهم الله الآن على ما فعلوه».
\v 6 [قال الصوت الذي من السماء للملائكة التي وكَّلها الله على أن تعاقب بابل]: «جازوا شعب تلك المدينة، بقدر ما آذوا الناس الآخرين. في الحقيقة، اجعلوهم يتألَّمون ضعف ما جعلوا الناس يتألَّمون.
\v 7 مجَّد شعب بابل أنفسهم، وانغمسوا في الملذَّات. وعلى قدر ما فعلوا ذلك، عذِّبوهم وأحزنوهم. افعلوا ذلك لأنَّهم كانوا واثقين بأنَّهم سيحكمون الناس الآخرين دائمًا. كانوا واثقين بأنَّهم يستطيعون أن يوفِّروا كلَّ شيء يحتاجونه لأنفسهم. كانوا واثقين أنَّه لن يحدث لهم أيُّ شيء سيِّئ.
\v 8 لأنَّ شعب بابل شرِّير جدًّا، أشياء فظيعة ستحدث لهم دفعةً واحدةً، فسيموت البعض وسينوح الآخرون عليهم. سيجوع الناس لأنَّهم لن يملكوا الطعام وستحترق المدينة بالكامل، إذ يقدر الله أن يعاقبها بهذه الطرق لأنَّه قدير.
\v 9 عبد ملوك الشعوب الذين عاشوا على الأرض الأوثانَ مع شعب بابل، وانغمسوا في الملذَّات مع شعب بابل. لذلك سيحزنون كثيرًا على المدينة عندما يرونها تحترق.
\v 10 سيقف هؤلاء الملوك بعيدًا عن بابل، لأنَّهم سيخافون من أن يعاقبهم الله أيضًا إذا اقتربوا كثيرًا. سيقولون: «هذا فظيع جدًّا لبابل العظيمة، تلك المدينة القويَّة! يُعاقب الله الشعب الذي يعيش هناك بسرعة!»
\v 11 وسيحزن تُجَّار الأرض بشدَّةٍ على المدينة، لأنَّه لن يشتري أحدٌ ممَّن يعيش هناك الأشياءَ التي يبيعونها.
\v 12-13 يبيعون الحليَّ التي من ذهب وفضَّةٍ وحجارة كريمة ولؤلؤ. يبيعون الأقمشة الثمينة المصنوعة من الكتَّان الفاخر والحرير، أقمشة ثمينة مصبوغة بالأرجوان والقرمز. يبيعون أنواعًا كثيرةً من الأخشاب العطرة والكثير من الأشياء المصنوعة من العاج، بالإضافة إلى أثمن الأخشاب والنحاس والحديد والرخام. يبيعون القرفة والبهار والطيب والمرَّ واللبان والخمر وزيت الزيتون والدقيق الفاخر والحنطة. يبيعون البهائم والأغنام والخيول والمركبات، بل إنَّهم أيضًا يبيعون البشر كعبيدٍ.
\v 14 نعم، زالت جميع الأشياء الفاخرة التي لطالما تاق شعب مدينة بابل أن يحصلوا عليها! عاقبهم الله بأن دمَّر ممتلكاتهم الثمينة! فلقد خسروا هذه الممتلكات إلى الأبد.
\v 15 كسب الكثير من التُّجار الكثير من المال لأنَّهم باعوا هذه الأشياء. سيقف هؤلاء التُّجار بعيدًا عن بابل لأنَّهم سيخافون أن يُعاقبهم الله أيضًا إذا اقتربوا. سيحزنون كثيرًا،
\v 16 وسيقولون: «حدثت الكثير من الأشياء الفظيعة لتلك المدينة العظيمة! كانت تلك المدينة كامرأة ترتدي ثيابًا من الكتَّان الفاخر والأقمشة الثمينة المصبوغة بالأرجوان والقرمز، ووضعت مجوهرات ذهبيَّة وأحجارًا كريمة ولؤلؤًا.
\v 17 ولكن دمَّر الله جميع هذه الأشياء الثمينة بسرعة!» سيقف كلُّ قائد سفينة وكلُّ راكب سفينة وكلُّ ملَّاحٍ وكلُّ شخص يعمل في البحر بعيدًا عن المدينة.
\v 18 عندما يرون دخان الحريق الذي يحترق هناك، سيصرخون قائلين: «لم تكن مدينة أخرى عظيمة كتلك المدينة!»
\v 19 حتَّى أنَّهم سيضعون التراب على رؤوسهم [ليُظهروا أنَّهم حزانى]. سيصرخون بحزن كبير ويقولون: «أشياء فظيعة جدًّا حدثت لبابل. اشترى الشعب الذي عاش في تلك المدينة أشياء ثمينة جدًّا، كذلك الأشخاص الذين كانوا يملكون السفن كسبوا الكثير من المال بأن نقلوا هذه الأشياء إلى هناك. دمَّر الله تلك المدينة بسرعة!»
\v 20 عندئذٍ، تكلَّم أحد من السماء قائلًا: «أنتم الَّذين تعيشون في السماء، ابتهجوا على ما حدث لبابل! أنتم يا شعب الله، بِمَن فيهم الرُّسل والأنبياء، ابتهجوا لأنَّ الله عاقب بطريقة عادلة شعبَ تلك المدينة لأنَّهم آذوكم كثيرًا!
\v 21 ومن ثمَّ، تناول ملاك قويٌّ صخرةً كبيرةً جدًّا بحجم حجر طحن حبوب عظيم وألقاه في البحر، وقال: «سيُدمِّر الله فجأةً مدينة بابل العظيمة! ستختفي بالكامل، تمامًا كما اختفى الحجر في البحر! ستختفي بابل إلى الأبد!
\v 22 لن يكون في تلك المدينة أبدًا أحد يعزف على القيثارة أو يُغنِّي أو يعزف على المزمار أو ينفخ في الأبواق. لن يكون هناك أيُّ عمَّال بارعين يصنعون الأشياء، ولن يكون هناك أناس يطحنون الحبوب في المطاحن.
\v 23 لن يُضئ أيُّ مصباح هناك، ولن يكون هناك أصوات فرح عريس وعروسه. سيُدمِّر الله المدينة لأنَّ تُجَّارها كانوا الأشخاص الأكثر أهمِّيَّة في العالم. كانوا ناجحين جدًّا كما وكأنَّ المدينة استخدمت سِحرًا لتجعل كلَّ الشعوب تعيش كما عاش شعبها.
\v 24 كما أنَّ المدينة مذنبة لأنَّهم قتلوا الأنبياء وآخرين من شعب الله. بالحقيقة، [لأنَّهم استخدموا العنف وكانوا مثالًا للعنف،] فهي مذنبة بكلِّ جريمة ارتكبها الناس على الأرض!»
\c 19
\p
\v 1 بعد ذلك، سمعت صوتًا كصوت جَمعٍ كبير في السماء، كانوا يصرخون قائلين: «هلِّلويا! لقد خلَّصنا الله! إلهنا مجيد وقدير!
\v 2 سبِّحوه لأنَّه يحكم بطريقة عادلة بالكامل! فقد عاقب المدينة الشرِّيرة التي كانت كزانية، لأنَّ شعب تلك المدينة أقنعوا كثيرين آخرين بأن يتصرَّفوا بطريقة غير أخلاقيَّة كما فعلوا. سبِّحوه لأنَّه عاقبهم إذ قتلوا عبيده!»
\v 3 صرخ الجمع مرَّة أخرى قائلين: «هلِّلويا! سيتصاعد دخان الحريق الذي يحرق تلك المدينة إلى الأبد!»
\v 4 ومن ثمَّ، جثا الشيوخ الأربعة وعشرون والكائنات الحيَّة الأربعة وسجدوا لله الذي يجلس على العرش، وقالوا: «هذا حقيقيٌّ! هلِّلويا!»
\v 5 بعدئذٍ، تكلَّم أحد من العرش قائلًا: «سبِّحوا إلهنا يا جميع عبيده! سبِّحوه يا جميع الذين يُكرِّمونه، وكلُّ واحد منكم!»
\v 6 وبعد ذلك، سمعت صوتًا كصوت جمعٍ كبير من الناس، كانوا يُصدرون صوتًا كصوت شلَّال غزير أو كدويِّ رعدٍ، ويصرخون قائلين: «هلِّلويا! يملك الربُّ إلهنا، الذي يحكم على كلِّ شيء!
\v 7 يجب أن نحتفل بحقٍّ، ويجب أن نكرِّمه، لأنَّ الآن هو الوقت الذي يتَّحدُ به الخروف مع المرأة التي سيتزوَّجها. لقد تهيَّأت للعرس.
\v 8 وهبها الله ملابس بيضاء نظيفة لتلبسها. إنَّها ملابس من كتَّان فاخر». (يرمز ذلك القماش إلى الأعمال الصالحة التي يعملها شعب الله).
\v 9 وقال لي الملاك: «اكتب كم هم محظوظون الذين يدعوهم الله إلى الوليمة عندما يتزوَّج الخروف زوجته!» وقال لي أيضًا: «قال الله هذا، وإنَّه صحيح!»
\v 10 وفي الحال، جثوت أمام الملاك لأسجد له، ولكنَّه قال لي: «لا تسجد لي، فأنا رفيقك العبد وعبد رفيق للمؤمنين الآخرين الذين يقولون الحقيقة عن يسوع. أرسلني الله إلى هنا لأخدمك بأن أساعدك لتفهم الرؤيا النبويَّة التي أعطاك إيَّاها لأنَّك تريد أن تقول الحقيقة عن يسوع. الله هو الذي يجب أن تسجد له!»
\v 11 ثمَّ رأيت السماء تفتح، ورأيت شيئًا رائعًا: يسوع راكبًا على فرس أبيض! يدعوه دائمًا أولئك الذين يعرفونه حقًّا بالأمين، هو يُدين جميع الناس حسب ما هو صحيح، ويحارب الناس الذين يفعلون ما هو خاطئ.
\v 12 لمعت عيناه كلهيب نار، ولبس على رأسه أكاليل كثيرة، وكان هناك اسم مكتوب على ملابسه، وهو وحده يعرف ما الذي يعنيه.
\v 13 غطَّى الدمُ ثوبه الذي كان يرتديه، وله اسم آخر وهو كلمة الله.
\v 14 كان يتبعه الأجناد السماويَّة، وكانوا يركبون أحصنة بيضاء، ويرتدون ملابس كتَّان بيضاء ونقيَّة.
\v 15 كان يخرج من فمِ يسوع سيف حادٌّ سيستخدمه ليهزم الشعوب المتمرِّدين. سيحكمهم بقوَّةٍ هو بنفسه بحيث لن يستطيع أحد أن يقاومه. سيُهلِكَ أعداءه كما وكأنَّهم عنب يسحقه في معصرةٍ. سيفعل هذا من أجل الله الذي يملك على كلِّ شيء وسيعاقب أعداءه بالكامل على خطاياهم.
\v 16 ظهر اسم على ثوبه عند فخذه يقول: «هذا هو الملك الذي يملك على جميع الملوك الآخرين، والربُّ الذي يسود على جميع الأرباب الأخرين».
\v 17 ثمَّ رأيت ملاكًا يقف في ضوء الشمس، ونادى بصوت عالٍ جميع الطيور الآكلة للُّحوم التي تطير عاليًا في السماء وقال: «تعالي واجتمعي من أجل الوليمة الكبيرة التي يقدِّمها الله لكِ!
\v 18 تعالي وكلي لحوم أعداء الله الذين سيموتون في هذه المعركة! كلي لحم الملوك وقادة الجيوش والأشخاص الذين حاربوا بقوَّةٍ والخيول وفرسانها ولحم أناس آخرين كثيرين».
\v 19 ثمَّ، رأيت الوحش وملوك الأرض مع جيوشهم، كانوا قد اجتمعوا معًا ليحاربوا الذي يجلس على الفرس وجيشه.
\v 20 وأمَّا الجالس على الفرس الأبيض فلقد قبض على الوحش والنبيِّ الكذَّاب. النبيُّ الكذَّاب هو الذي كان قد صنع المعجزات في حضور الوحش. ولأنَّه فعل ذلك، أضلَّ الناس الَّذين قبلوا علامة الوحش على جبهتهم والَّذين سجدوا لصورته. بعد ذلك، طرح الله الوحشَ والنبيَّ الكذَّاب وهما حيَّيْن في بحيرة النار المتَّقدة بالكبريت.
\v 21 وقتل الجالس على الفرس بقيَّة جيوشهما بالسيف الخارج من فمه، فجاءت الطيور وأكلت بقدر ما أرادت من لحوم الناس والخيول التي قتلها.
\c 20
\p
\v 1 ورأيت ملاكًا نازلًا من السماء ومعه مفتاح الحفرة العميقة المظلمة وكان يحمل بيديه سلسلةً كبيرةً.
\v 2 قبض الملاك على التنِّين. ذلك التنِّين هو الحيَّة القديمة-إبليس، أي الشيطان. قيَّده الملاك بالسلسلة، وتلك السلسلة ستسجنه لألف سنة.
\v 3 طرحه الملاك في الحفرة العميقة المظلمة، وأغلق باب الحفرة وأقفلها وختمها لكي يمنع أيَّ أحد من أن يفتحها. فعل هذا لكي يكفُّ الشيطان عن أن يضلَّ الشعوب الكثيرة حتَّى تنقضي الألف سنة. في ذلك الوقت، سيطلق الله الشيطان لوقت قصير.
\v 4 ورأيت عروشًا يجلس عليها أشخاص، وقد جعل الله هؤلاء الناس قضاةً. كما أنَّني رأيت نفوس أُناسٍ آخرين قتلهم أعداؤهم بأن قطعوا رؤوسهم. فعل ذلك أعداؤهم لأنَّهم تكلَّموا بالحقيقة من الله عن يسوع. رأيت أيضًا نفوسَ أشخاص آخرين لم يقتلهم أعداؤهم، ولكنَّهم رفضوا أن يسجدوا للوحش أو صورته. لم يسمحوا لعبيد الوحش بأن يضعوا علامة الوحش عليهم، لا على جباههم ولا على أيديهم. عاشوا جميعهم مرَّة أخرى وملكوا مع المسيح خلال الألف سنة تلك.
\v 5 هؤلاء كانوا الأشخاص الذين عاشوا مرَّة أخرى في أوَّل مرَّة جعل الله الناسَ الأموات يحيون من جديد. بقيَّة الناس الذين ماتوا لم يعيشوا مرَّة أخرى حتَّى انقضت الألف سنة.
\v 6 سيرضى الله عن هؤلاء الذين يعودون إلى الحياة في أوَّل مرَّة. نعم، سيعتبرهم الله منتمين إليه بطريقة استثنائيَّةٍ. لن يموتوا مرَّة أخرى، بل سيكونون كهنة يخدمون الله والمسيح، وسيملكون مع المسيح في تلك الألف سنة.
\v 7 في نهاية الألف سنة، سيُطلق الله الشيطان من الحفرة العميقة المظلمة.
\v 8 سيضلِّل الشيطان الشعوب المتمرِّدين في الأرض، [هؤلاء هم الأمم الذين دعاهم النبيُّ حزقيال] جوج وماجوج. سيجمعهم الشيطان لكي يحاربوا ضدَّ شعب الله. سيحارب الكثيرون منهم ضدَّ شعب الله بحيث لن يستطيع أحد أن يعدَّهم، تمامًا كما لا يستطيع أحد أن يعدَّ حبَّات رمل شاطئ البحر.
\v 9 سيسيرون من أماكن كثيرة على الأرض، وسيحاصرون جيوش شعب الله حيث يتشكَّلون للمعركة. سيحدث هذا في أورشليم؛ المدينة التي يحبُّها الله. لكنْ سيُنزل الله نارًا من السماء وستحرق بالكامل جميع أعدائه.
\v 10 حينئذٍ، سيطرح الله إبليس، الذي كان قد أضلَّ هؤلاء الناس، في بحيرة النار المتَّقدة بالكبريت. هناك أيضًا طرح الله الوحش والنبيَّ الكذَّاب. نتيجةً لذلك، سيتعذَّبون على الدوام بشدَّة إلى الأبد.
\v 11 بعد ذلك، رأيت عرشًا عظيمًا أبيضَ وعليه يجلس الله. [كان مهيبًا جدًّا حتَّى] اختفتِ الأرض والسماء بالكامل عندما ظهر.
\v 12 ثمَّ، رأيت أناسًا من جميع الأجناس، كانوا قد ماتوا ولكنَّهم صاروا الآن أحياء مرَّة أخرى، ويقفون أمام عرش الله. فتح الله الأسفار التي يُسجِّل فيها ما يفعله الناس، وفتح الله سفرًا آخر؛ سفر الحياة. يكتب الله في ذلك السفر أسماءَ الأشخاص الذين سيعيشون حياة أبديَّة. أدان الله الناس الذين ماتوا ولكنَّهم صاروا أحياء الآن حسب أعمالهم التي سجَّلها في هذه الأسفار.
\v 13 صار الأشخاص الذين كانت أجسادهم في البحر أحياء مرَّة أخرى، وصار الأشخاص الذين أجسادهم في القبور على الأرض أحياء مرَّة أخرى. [وقفوا جميعًا أمام عرش الله و] أدانهم الله كلَّ واحد حسب ما فعله.
\v 14 وأخذ الله المكان الذي ذهبت إليه الأنفس بعد أن ماتت بالجسد، وطرح ذلك المكان نفسه في البحيرة المتَّقدة. البحيرة المتَّقدة هي المكان الذي يذهب إليه الناس بعد أن يموتوا روحيًّا.
\v 15 ومن ثمَّ رأى الله الأشخاص الذين كتب أسماءهم في السفر الذي يحتوي على أسماء الأشخاص الذين ستكون لهم حياة أبديَّة، والشخص الذي لم يكن اسمه في ذلك السفر، طرحه الله في البحيرة المتَّقدة.
\c 21
\p
\v 1 ثمَّ، رأيت سماءً جديدةً وأرضًا جديدةً. لقد اختفتِ السماء القديمة والأرض القديمة، ولم تعد البحار فيما بعد.
\v 2 رأيت مدينة أورشليم، والتي هي مميَّزة بالنسبة إلى الله، بشكل جديد. كانت نازلة إلى الأرض من السماء من عند الله. كانت المدينة جميلة جدًّا، كعروس في يوم زفافها.
\v 3 بعد ذلك سمعت صوتًا ينادي من عرش الله قائلًا: «أصِغ إلى هذا! سيسكن الله الآن حيث يسكن الناس! سينتمون إليه، وسيبقى الله بنفسه معهم.
\v 4 سيعزِّيهم لكيلا يبقوا حزانى. ولا واحد منهم سيموت أو يحزن أو يبكي أو يتألَّم، فقد انتزع الله هذه الأشياء، وستزول إلى الأبد».
\v 5 ثمَّ، قال الله من العرش: «أصِغ إلى هذا! سأجعل الآن كلَّ شيء جديد!» وقال لي أيضًا: «اكتب هذه الأشياء التي قلتها لك، بإمكانك أن تثق أنَّني وبكلِّ تأكيد سأجعلها تحدث».
\v 6 قال لي أيضًا: «لقد أتممت كلَّ هذه الأشياء! فأنا الذي ابتدأت كلَّ شيء وأنا الذي سأنهي كلَّ شيء. سأعطي مجَّانًا حياةً أبديَّة لكلِّ شخص يريدها، كما وكأنَّني أعطيهم أن يشربوا من ينبوع تُبقي مياهه الناس أحياء.
\v 7 سأعطي هذا لكلِّ شخص يغلب الشيطان، وسأكون أنا إلهه وهو ابني.
\v 8 ولكن سيتعذَّب الباقون جميعًا في بحيرة النار المتَّقدة بالكبريت. هذا ما يعنيه أن يموت الشخص مرَّة أخرى. سيتعذَّب الجبناء بهذه الطريقة، والَّذين لا يؤمنون بي، والَّذين يفعلون أشياء بغيضة، والَّذين يقتلون الناس، والَّذين يرتكبون خطيئة جنسيَّة، وهؤلاء الَّذين يمارسون أعمال السحر، والَّذين يعبدون الأوثان، وجميع الَّذين يكذبون».
\v 9 ثمَّ، جاء إليَّ ملاك، وكان واحدًا من الملائكة السبعة الذين يحملون السبعة كؤوس الخمر والذين سبَّبوا الطرق السبع الأخيرة للألم، وقال لي: «تعال معي، سأريك الناس الذين سيعيشون مع الخروف إلى الأبد!»
\v 10 بعد ذلك، أوحى إليَّ الروح القدس حتَّى أرى وأسمع أشياء في رؤيا. أخذني الملاك إلى قمَّة جبل عالٍ جدًّا، وهناك أراني المدينة العزيزة على الله، أورشليم الجديدة، كانت نازلة مِن السماء من عند الله.
\v 11 كانت المدينة ساطعة بنورٍ بهيٍّ جاء من الله نفسه، وتتلألأ كحجر يَشْب ثمين لا يُقدَّر بثمنٍ، وكانت صافية كالبلُّور.
\v 12 أحاط سور مرتفع جدًّا بالمدينة، وكان للسور اثنا عشر بابًا، ووقف ملاك عند كلِّ باب. ظهرت أسماء أسباط إسرائيل الاثني عشر فوق الأبواب، وكان يحمل كلُّ بابٍ اسم سبط.
\v 13 كانت ثلاثة أبواب عند الجانب الشرقيِّ من المدينة، وثلاثة أبواب عند الجانب الشماليِّ، وثلاثة أبواب عند الجانب الجنوبيِّ، وثلاثة أبواب عند الجانب الغربيِّ.
\v 14 وقام سور المدينة على اثني عشرة حجر أساسٍ، وعلى كلِّ حجر أساس كان مكتوبًا اسم واحد من الرسل الاثني عشر الذين فرزهم الخروف.
\v 15 كان يحمل الملاك الذي يُكلِّمني قصبة قياس ذهبيَّة، استخدمها ليقيس المدينة وأبوابها وسورها.
\v 16 كانت المدينة مربَّعة الشكلِ، وهذا يعني أنَّ طولها يُساوي عرضها. بعد أن قاس الملاك المدينة بالقصبة، ذَكَر أنَّ طولها يساوي ألفين ومئتي كيلومتر، وكان ارتفاعها وعرضها مساويَيْن لطولها.
\v 17 قاس سورها وذكر أنَّ ارتفاعه يبلغ 66 مترًا. استخدم الملاك القياس الذي يستخدمه البشر عادةً.
\v 18 كانت أحجار سور المدينة كالحجر الأخضر الذي يدعوه الناس باليَشْب، وبنايات المدينة من ذهب خالص وكانت تعكس الضوء كما يفعل الزجاج الشفَّاف.
\v 19 كانت أساسات سور المدينة مكوَّنة مِن أحجار كريمة جميلة، وكان كلُّ أساسٍ منها مصنوعًا من حجر مختلف. كان حجر الأساس الأوَّل من اليَشْب، وحجر الأساس الثاني من الياقوت الأزرق، وحجر الأساس الثالث من العقيق الأبيض، وحجر الأساس الرابع من الزمرُّد.
\v 20 وحجر الأساس الخامس من الجزع، وحجر الأساس السادس من العقيق الأحمر، وحجر الأساس السابع من الزبرجد، وحجر الأساس الثامن من الزمرُّد السلقيِّ، وحجر الأساس التاسع من الياقوت الأصفر، وحجر الأساس العاشر من العقيق الأخضر، وحجر الأساس الحادي عشر من الأسمانجونيِّ، وحجر الأساس الثاني عشر من الجمشت.
\v 21 كان كلُّ باب من أبواب المدينة الاثني عشر عبارة عن لؤلؤة ضخمة، وكلُّ باب كان لؤلؤةً واحدةً. وكانت شوارع المدينة من الذهب الخالص وتعكس الضوء كما يفعل الزجاج الشفَّاف.
\v 22 لم يكن هناك هيكل في المدينة، إذ كان الربُّ الإله نفسه، الذي يملك على كلَّ شيء، والخروف هناك. لذلك لم تكن هناك حاجة إلى هيكل.
\v 23 لن تحتاج المدينة إلى نور الشمس أو القمر، لأنَّ النور القادم من الله ومن الخروف سيكون النور كلُّه الذي تحتاج إليه
\v 24 سيكون أسلوب حياة الناس في المدينة مثالًا لجميع شعوب العالم. سيجلب ملوك الأرض كنوزهم إلى المدينة ليُكرِّموا الله والخروف.
\v 25 لن يكون هناك ليل في المدينة أبدًا، لذلك لن يُغلق أحد أبواب المدينة كما يفعل الناس عادةً في نهاية اليوم.
\v 26 سيجلب الناس من جميع أنحاء العالم ثرواتهم إلى المدينة.
\v 27 لكن لن يدخل تلك المدينة أيُّ شيء غير طاهر أخلاقيًّا. ولن يدخلها أحد يكذب يفعل أمورًا يعتبرها الله بغيضة. فقط أولئك الذين كتب الله أسماءهم في السفر الذي يخصُّ الخروف سيكونون هناك. ذلك هو السفر الذي فيه أسماء الأشخاص الذين لهم الحياة الأبديَّة.
\c 22
\p
\v 1 ثمَّ، أراني الملاكُ النهرَ الذي يجعل الناسَ الذين يشربون منه يعيشون إلى الأبد. كان الماء لامعًا وصافيًا كالبلُّور. وكان النهر ينبع مِن العرش الذي يجلس فيه الله والخروف،
\v 2 ويتدفَّق نازلًا عبر منتصف منطقة المدينة المفتوحة، وعلى ضفَّتي النهر، كانت هناك شجرة تجعل مَن يأكل ثمارها يعيش إلى الأبد، وكانت الأشجار هناك تُنتج الثمر اثنتي عشرة مرَّة في السنة، أي كانت تُنتج ثمرًا كلَّ شهرٍ، وكان الشعوب يستخدمون أوراق الأشجار كدواء.
\v 3 ولن يلعن الله هناك أيَّ شخص أو أيَّ شيء. سيكون عرش الله والخروف في المدينة، وسيسجد عبيد الله له هناك.
\v 4 سيرونه وجهًا لوجه، وسيظهر اسمه على جباههم.
\v 5 لن يحلَّ ليل مرَّةً أخرى. ولن يحتاج عبيد الله إلى ضوء مصباح أو نور الشمس، لأنَّ الربَّ الإله سينير عليهم بنوره. وسيملكون إلى الأبد.
\v 6 قال لي الملاك: «هذه الأمور التي أراك إيَّاها الله هي حقيقيَّة، وسوف يجعلها تحدث بكلِّ تأكيد. الربُّ الإله الذي يُوحي للأنبياء أرسل ملاكه ليُظهر للناس الذين يخدمونه الأحداث التي ستحدث قريبًا».
\v 7 يقول يسوع لكلِّ شعبه: «اسمعوا هذا! سآتي قريبًا؛ سيبارك الله بوفرة كلَّ من يُطيع الرسالة النبويَّة في هذا الكتاب».
\v 8 أنا، يوحنَّا، أنا الذي سمعت ورأيت في رؤيا هذه الأمور التي كتبتها. عندما سمعتها ورأيتها، جثوت على الفور أمام الملاك الذي كشف لي هذه الأمور لأسجد له.
\v 9 لكنَّه قال لي: «لا تسجد لي! أنا مجرَّد عبد لله مثلك! أنا أيضًا عبد مثل المؤمنين الآخرين الذين هم الأنبياء، ومثل أولئك الذين يُطيعون الرسالة في هذا الكتاب. بدلًا من ذلك، اسجد لله!»
\v 10 قال لي أيضًا: «لا تُخفي الرسالة التي تتكلَّم عمَّا تنبَّأ به الله في هذا الكتاب، لأنَّ الوقت الذي سيتمِّم فيه هذه الرسالة قد اقترب.
\v 11 وبما أنَّ الوقت وشيك، إذا أراد أولئك الذين يتصرَّفون بطريقة شرِّيرة أن يستمرُّوا في أن يتصرَّفوا بهذه الطريقة، فليستمرُّوا في ذلك. وإذا أراد الفاسدون أن يبقوا فاسدين، فليبقوا كذلك. سيعاقبهم الله قريبًا على ذلك. ولكن أولئك الذين يتصرَّفون بطريقة بارَّة يجب أن يستمرُّوا في أن يتصرَّفوا بطريقة بارَّةٍ، وأولئك الذين يتصرَّفون كأناس ينتمون إلى الله يجب أن يستمرُّوا في أن يتصرَّفوا بتلك الطريقة».
\v 12 يقول يسوع لجميع الناس: «استمعوا! أنا آتي قريبًا! سأجازي أو أكافئ كلَّ واحد وفقًا لما فعله.
\v 13 أنا الذي ابتدأت كلَّ الأشياء، وأنا الذي سأنهي كلَّ الأشياء. أنا قبل كلِّ الأشياء، وأنا بعد كلِّ الأشياء.
\v 14 الله مسرور جدًّا من الناس الذين يتوقَّفون عن أن يعيشوا بطرق خاطئة ويبدأون في أن يعيشوا بطرق صحيحة. لأنَّهم يفعلون ذلك، سيتمكَّن هؤلاء الناس من أن يأكلوا ثمرَ الشجرة التي تمكِّن الناس من أن يعيشوا إلى الأبد. سيتمكَّنون من أن يدخلوا الأبواب إلى المدينة المقدَّسة،
\v 15 ولكنْ لن يدخل آخرون تلك المدينة، ويشمل هذا الأشخاص الذين يفعلون أشياء شرِّيرة أو يمارسون السحر أو يرتكبون الخطايا الجنسيَّة أو يقتلون الآخرين أو يعبدون الأوثان أو يكذبون باستمرار.
\v 16 أنا، يسوع، أرسلت ملاكي لأعلن هذه الأشياء التي ستؤثِّر فيكم أنتم يا جماعات المؤمنين. بشكل غامض، أنا سلف داود الملك وكذلك نسله الذي وعد الأنبياء أنَّه سيأتي. أنا الذي مثل كوكب الصبح المنير».
\v 17 يقول الروح القدس وأولئك الذين ينتمون إلى الله: «تعال!» ويجب على كلِّ من يسمع هذا أن يقول أيضًا: «تعال!» كلُّ من يريد الحياة الأبديَّة سينالها! سيمنح الله الحياة الأبديَّة كهديَّة مجانيَّة لكلِّ مَن يريدها!
\v 18 أنا، يوحنَّا، أحذِّر بجدِّيَّة كلَّ من يسمع الرسالة وما تنبَّأت به في هذا الكتاب، وإذا أضافَ أحد شيئًا إلى هذه الرسالة، فإنَّ الله سيعاقبه بالطرق التي يتكلَّم عنها هذا الكتاب.
\v 19 وإذا حذف أحد أيَّ شيء من هذه الرسالة عن الأمور التي تنبَّأت بها في هذا الكتاب، فإنَّ الله سيسلب حقَّ ذلك الشخص من أن يأكل ثمر الشجرة التي تمكِّن الناس من أن يعيشوا إلى الأبد. وسيسلب الله حقَّ ذلك الشخص أيضًا في أن يدخل أورشليم الجديدة. وقد وصفت كلا الأمرين في هذا الكتاب.
\v 20 يسوع، الذي يقول إنَّ كلَّ هذه الأمور صحيحة، يقول أيضًا: «بالتأكيد، سوف آتي قريبًا!»، وأنا يوحنَّا أُجيب: «فليكن ذلك! تعال أيُّها الربُّ يسوع!»
\v 21 أصلِّي أن يستمرَّ ربُّنا في أن يتصرَّف بطريقة لطيفة من نحوِ كلِّ واحد منكم يا شعب الله. فليكن ذلك!