رسالة يعقوب

11أنا يعقوب أخدم الله والربّ يسوع المسيح. أكتب هذه الرسالة إليكم يا مَن تؤمنون بيسوع وتعيشون في أنحاء مختلفة من الإمبراطوريّة الرومانيّة. أسلّم عليكم جميعًا. 2أيّها المؤمنون، اعتبروه أمرًا مُفرحًا جدًّا عندما تختبرون أنواعًا مختلفة من المصاعب. 3افهموا أنّه عندما تثقون بالله خلال تلك المصاعب، فإنّ هذا يساعدكم على أن تصبحوا أشخاصًا أقوى. 4تحمَّلوا المصاعب حتّى نهايتها، لتتمكَّنوا من أن تتبعوا المسيح في كلّ الطُرُق. عندها لن تفشلوا في القيام بعمل صالح. 5إذا كان أحد منكم يريد أن يعرف ماذا يفعل، فليسأل الله، والله سيخبره. إنّ الله يُعطي الجميع بسخاء، وهو لا يوبّخ الناس [الذين يطلبون الأشياء.] 6لكن عندما تصلّي لله، يجب أن تثق بأنّه سيحقّق طِلبتك. لا تشكّ في أنّه سوف يستجيب لك ويقدّم لك المساعدة. إنَّ الأشخاص الذين يشكّون في الله يقرّرون في البداية أنّهم يريدون أن يفعلوا أمرًا ما، ولكن بعد ذلك يرغبون بأن يفعلوا أمرًا آخر. هؤلاء الناس لا يستقرّون أبدًا على نهجِ عملٍ واحد. 7في الحقيقة، الذين يشكّون يجب ألّا يفتكروا بأنّ الربّ الإله سوف يعطيهم ما يطلبونه [بشكل غير مؤكّد]. 8أشخاص كهؤلاء لا يمكنهم أن يقرّروا أبدًا ماذا يفعلون. إنّهم يضعون خُطّة، ولكن بعد ذلك لا يسيرون على الخُطّة التي وضعوها. 9على المؤمنين الذين لا يملكون الكثير من المال أن يكونوا فرحين، لأنّ الله قد كرّمهم. 10أمّا المؤمنون الذين لديهم الكثير من المال يجب أن يكونوا فرحين لأنّ الله قد جعلهم يتواضعون [بأن بيّن لهم أنّ ثروتهم لا تجعلهم أفضل من الآخرين]. في نهاية الأمر، مثل الزهور البرّيّة [التي تتفتّح لفترة قصيرة فقط ثمّ تذبل]، سيموت المؤمنون الأغنياء [مثل أيّ شخص آخر]. 11تعيش الزهرة البرّيّة لفترة قصيرة فقط، لأنّه عندما تشرق الشمس، تُجفّف حرارتها الشديدة النباتات فتسقط أزهارها ولا تعد جميلة بعد ذلك. كالزهرة التي تموت، هكذا سيموت الأشخاص الأغنياء بينما يحاولون كسب المال. 12يُكرِّم الله الأشخاص الذين يظلّون مُخْلِصين له في الظروف الصعبة. بالحقيقة إنّ الله سيكافئهم بأن يجعلهم يعيشون إلى الأبد. ذلك ما يَعِدُ الله بأن يفعله لجميع الذين يحبّونه. 13عندما نشعر بالإغراء لنخطئ، يجب ألّا نُفكّر بأنّ الله هو الذي يغرينا لفعل ذلك. كلّا، فلا أحد يستطيع أن يُقنع الله بفعل الشرّ، ولا يحاول الله أبدًا أن يُقنع أيّ شخصٍ بأن يفعل الشرّ. 14ولكن يريد الناس أن يفعلوا أمورًا شرّيرة بسبب شهواتهم ورغباتهم. عندما يفعلون تلك الأمور الشرّيرة، فكأنّهم يكونون قد وقعوا في فخّ. 15ولأنّهم أرادوا أن يفعلوا أشياء شرّيرة، فإنّهم يبدأون في فعلها، وفي النهاية فإنّهم يفعلونها بصورةٍ معتادة. [إذا لم يبتعدوا عن سلوكهم الخاطئ،] فسيكونون مُنفصلين عن الله إلى الأبد. 16أيُّها المؤمنون الذين أحبّهم، توقّفوا عن خداع أنفسكم. 17فكلّ عطيّة حقيقيّة صالحة وكلّ موهبة حقيقيّة كاملة تأتي من الله الآب الذي في السماوات، فهو الذي خلق الشمس، والقمر، والنجوم. لكنّ الله لا يتغيّر كما تتغيّر الظلال التي تظهر وتختفي. الله لا يتغيّر أبدًا. هو صالح على الدوام! 18صار الله أبانا الروحي عندما وثقنا في رسالته الحقيقيّة. كان هذا ما أراد الله أن يفعله. لذا، صار المؤمنون بيسوع الآن أوّل الناس الذين يختبرون هذا النوع مِن العلاقة مع الله، والتي سيختبرها في المستقبل أناس أكثر جدًّا من أولئك. 19أيّها المؤمنون الذين أحبّهم، أريدكم أن تعلموا أنّ كلّ واحد منكم يجب أن يصغي بصبر [إلى ما لدى الآخرين ليقولوه]. يجب أن تعبّروا [عن أفكاركم الخاصّة بكم] بانتباه. يجب أن تتحكّموا في غضبكم 20لأنَّنا عندما نغضب، لا يمكننا أن نفعل الأشياء الصالحة التي يريدنا الله أن نفعلها. 21لذلك توقّفوا عن فعل الشرور بجميع أشكالها. افعلوا ما قال الله لكم أن تفعلوه من دون أن تقاوموا بتكبّر. إنّ الله سيساعدكم بأن تتذكّروا ذلك وتفهموه. سيُبيّن هذا أنّكم تنتمون إلى الله. 22من المهمّ أن تفعلوا الأمور التي يوصي بها الله، غير مستمعين فقط إليها. إنَّ الناس الذين فقط يستمعون إليها، ولا يطيعونها، هم يخدعون أنفسهم [ظانّين أن هذا سيُخلّصهم]. 23قد يسمع بعض الناس رسالة الله، لكنّهم لا يفعلون ما توصيه تلك الرسالة. هؤلاء الناس يشبهون شخصًا ينظرُ إلى وجهه في المرآة. 24مع أنّه ينظر إلى صورته، لكن عندما يبتعد [عن المرآة] فإنّه على الفور ينسى شكله. 25لكنَّ أشخاصًا آخرين يبحثون في رسالة الله ويدرسونها باهتمام. فرسالة الله كاملة، وتُمَكّن الناس من القيام طوعًا [بما يريدهم الله أن يفعلوه]. إذا تذكّر هؤلاء الناس ما سمعوه واستمرّوا في فعل ما يقوله الله لهم، فسيباركهم الله بسبب ما يفعلونه. 26يعتقد بعض الناس أنّهم يعبدون الله بشكل صحيح، لكنّهم يقولون أشياء سيّئة. هؤلاء الناس مخطئون فيما يفكِّرون. إنَّ الله لن تُبهره أنشطتنا العباديّة إذا كنّا نقول باستمرار أشياء سيّئة. 27[من أحد الأشياء التي قال لنا الله أن نفعلها هي] رعاية الأيتام والأرامل الذين يعانون من المصاعب. إنَّ الناس الذين يفعلون ذلك، هم بالحقيقة يعبدون الله، الذي هو أبونا. يعبد الناس أيضًا الله عبادة حقيقيّة عندما لا يفكّرون أو يتصرّفون بشكل غير أخلاقيّ كالآخرين الذين لا يطيعون الله. يتقبّل الله الناس الذين يفعلون هذه الأشياء.

21أيُّها المؤمنون، لا تعطوا بعض الناسِ قيمةً أكثرَ من البعض الآخر، وفي الوقت نفسه تثقونَ في ربِّنا يسوع المسيح العظيم. 2على سبيل المثال، لنفرض أن ينضمَّ إليكم في الصلاةِ شخصٌ يرتدي الخواتم المصنوعة مِنَ الذهب والملابس الفاخرة ولنفرض أيضًا أن ينضمَّ للصلاة معكم شخصًا فقيرًا يلبسُ ثيابًا مهترئة. 3ولنفرض أنَّكم تهتمّونَ كثيرًا بالشخصِ الذي يلبس الثيابَ الفاخِرَةِ، فتقولونَ له «من فضلك اجلس هنا في هذا المقعد الجميل!» ولكن تقولون للشخص الفقير [أن يذهبَ إلى مكانٍ أقلّ تقديرًا، قائلين] «قف أنت هناكَ»، أو «اجلس على الأرضِ!» 4يُظهِرُ هذا أنّكَم اعتقدتم أنّ الأشخاصَ الأغنياء كانوا أفضلَ من الأشخاص الفُقَراء. يُظهرُ أنَّكم كنتم تصدرون أحكامكم، [في طريقةِ معاملةِ الناسِ] بناءً على تفكيرٍ شرِّير. 5أصغوا إليَّ أيُّها المؤمنون الذينَ أُحِبُّهُم. لقد اختارَ الله أشخاصًا فقراء لا يملكون شيئًا ذا قيمة ليثقوا به كثيرًا. وسيعطيهم أشياء عظيمةً عِندَما يَملك في كلِّ مكان. هذا ما وَعَدَ أن يفعله لكلِّ شخص يحبُّه. 6لكنَّكم عاملتم الأشخاص الفقراءَ معاملةً مُهينةً! فكِّروا في هذا! ليس الأشخاص الفقراء، بل الأشخاص الأغنياء هم الذين يتسبَّبون في معاناتكم! وهم الذين يأخذونكم بالقوة إلى المحكمة [ليشتكوا عليكم أمام القضاة]! 7وهم الذين يهينونكم لأنَّكم مسيحيُّون! 8[لذلك يجب ألَّا تعاملوا الأشخاصَ الأغنياء بطريقةٍ أفضل من الأشخاصِ الفقراء.] عوضًا عن ذلك، يجب عليكم أن تطيعوا الوصيَّة التي قال يسوع إنّها مهمَّة جدًّا. إنَّها من شريعة موسى: «أحبب الآخر كما تحبّ نفسك». فإذا أحببت الجميع بالتساوي، فسوف تفعل ما هو صحيح. 9ولكن إذا أكرمتَ بعض الأشخاص أكثر من البعض الآخر، فإنَّكَ تتصرَّف بشكلٍ خاطئ. و [لأنَّكَ لا تفعل ما أمركَ به الله] سيقول الله إنَّكَ خالفت شريعته. 10[سَيَقولُ الله هذا] لأنَّك إذا خالفتَ واحدة من شرائع الله، حتَّى لو كنتَ مطيعًا لها كلَّها، فستكون قد خالفتَ جميع الشرائع. 11على سبيل المثال، قال الله: «لا تزنِ»، لكنه قال أيضًا: «لا تقتل أحدًا». فإذا لم تفعل خطيئة الزنى، ولكنك قتلت شخصًا، فقد أصبحتَ شخصًا يخالف شرائع الله. 12تكلّم وتصرَّف [دائمًا] تُجاه الآخرين وأنت تعلم أنّ الله سيدينكَ بناءً على الوصيَّةِ التي أعطانا إيَّاها [أن نحبَّ الآخرين]. عندما نتَّبع تلكَ الوصيَّة، فإنَّنا نطيع الله بحرِّيَّة. 13ينبغي أن تتكلَّمَ وتتصرَّف بهذهِ الطريقةِ، لأنَّه عندما يديننا الله، فإنَّه لن يتصرَّف برحمةٍ تُجاه الذين لم يرحموا الآخرين. ولكن إذا كنَّا أشخاصًا رحماءَ تُجاه الآخرين فإنَّه يمكننا أن نتوقَّع أن يرحمنا الله عندما يديننا. 14أيُّها المؤمنون، إنّ بعضًا من الناسِ يقولون: «أنا أومن بالرَّب يسوع المسيح»، ولكنَّهم لا يتصرَّفون بمحبَّة. فما يقولونه لن يفيدهم بشيء. إذا كانوا يؤمنونَ بالكلامِ فقط، فالله حتمًا لن يُخلِّصهم. 15[لتوضيحِ هذا الأمر،] لنفرض أنَّ أحد المؤمنين، سواء أكان رجلًا أو امرأة، يفتقر باستمرار إلى الملابس والطعام اليوميِّ. 16لنفرض أن يقولَ له أحدُكم: «لا تقلق، استدفئ، وتناول ما تحتاج إليه من الطعام». لكن لنفرض أنَّك لا تفعل ما تقولَهُ ولا تعطيهِ أيَّ ملابسَ أو طعام. إنَّكَ لا تساعدهُ بشيءٍ إذًا! 17وكذلك، إذا قلتَ إنَّكَ تؤمن بيسوع ولكنَّك لا تفعل أيَّ شيء يثبت ذلك، فأنت بالحقيقة لا تؤمن بيسوع. 18ولكن قد يقول [لك] شخصٌ ما: أنتَ لكَ إيمان وأمَّا أنا لديَّ أعمال. [وقد يدّعي أنَّ الإنسان يستطيع أن يُظهِر دينه إمّا بالإيمان وإمّا بالأعمال وأنَّ الإنسان لا يحتاج إلى كليها معًا.] [ولكنني أودُّ أنْ أقولَ ردًّا على ذلكَ، إنّكَ لا تستطيعَ] أن تُظهرَ لي إيمانكَ بدونِ أعمال. أنا [في المقابل] أستطيع أن أظهر لكَ إيماني بأعمالي. 19[سأوضِّحُ كيفَ أنّ الإيمانَ بالله بدونِ أن تفعل ما يريدك الله أن تفعله لا يمكن أن يخلِّصك.] أنت تؤمن بأنَّه يوجد فقط إله واحد حقيقيّ. إيمانك صحيح. ولكنَّ الشياطينَ أيضًا يؤمنون بذلك، فيرتجفون [خوفًا] لأنَّهم يعلمونَ أيضًا أنَّ الإله الواحد الحقيقيّ سوفَ يعاقبُهم. 20سأُعطيكَ الدليل أيضًا أيُّها الشَّخص الغبيّ، بأنَّه إذا قال أحدٌ إنَّه يؤمن بيسوع ولم يفعل شيئًا يدُلُّ على ذلكَ، فإنَّ كلامهُ لا يفيدهُ بشيء. 21[وهذا هو الدَّليل:] أظهرَ إبراهيم الذي ننحَدر من نسلِهِ استعدادهُ بأن يُقدِّم ابنه إسحاق [لله] كذبيحةٍ [إذا أراد الله منه أن يفعل ذلك]. لَقدْ اعتبرَ الله إبراهيمَ شخصًا بارًّا لأنّهُ أظهَرَ بانَّهُ سيطيعُهُ [ولقد برهنَ على أنَّهُ وثِقَ باللهِ بصدق]. 22وهكذا أطاعَ إبراهيم اللهَ لأنَّه وثِقَ بهِ. وعندما أطاعَه ساعدهُ ذلكَ على أن يثِقَ بالله بشكلٍ كامل. 23هكذا تمَّ ما قالهُ الكتاب: «لأنَّ إبراهيم وثِقَ بالله، اعتبر اللهَ أنَّهُ شخصًا يفعل ما هو صحيح». وتقول نصوصٌ كتابيَّةٌ أخرى إنَّ إبراهيمَ كان صديق الله. 24يجب أن تدركوا [من مثالِ إبراهيم] أنَّ الله يعتبر الأشخاص أبرارًا بسبب أعمالِهِم، وليس ببساطة لأنَّهُم يثقونَ بهِ. 25تمامًا كما فعل لإبراهيم، اعتبرَ الله أيضًا راحابَ أنَّها امرأةٌ بارَّةٌ بسببِ ما فعلت. رغمَ أنَّها كانت زانية، ولكنَّها اعتنت بالرُّسل [الذينَ أرسَلَهُم يشوع ليتجسَّسوا الأرض]. ثُمَّ ساعدَتهم على الهروب بإرسالهم إلى طريقٍ أكثرَ أمانًا. 26يوضِّحُ كلُّ هذا حقيقةً مُهمَّة، فكما أنَّه لا يكونَ جسد الإنسان حيًّا إذا توقَّف عن التنفُّس، فكذلك لا يثق الإنسان حقًّا في اللهِ إذا لم يعبِّرَ عن تلكَ الثقة من خلالِ أعمالهِ.

31أيُّها المؤمنون، لا ينبغي على الكثيرين منكم أن يرغبوا بأن يصبحوا معلِّمين [لكلمة الله]. فكما تعلمون، سيحاسبنا الله نحن المعلِّمين حسابًا أقسى [من الحساب الذي سيحاسبه للآخرين] 2[سأقول لكم لماذا يجب ألّا يكون الكثيرون منكم معلِّمين] فغالبًا ما نفعل جميعنا أشياء خاطئة، ولكن إن استطاع أحدنا أن يتجنَّب أن يقول أشياء خاطئة، فسيصير الشخص الذي يريده الله أن يكونه، وسيستطيع أيضًا أن يسيْطر على أفعاله كلِّها. 3لتوضيح هذا الأمر، يمكن أن نضع قضيبًا معدنيًّا صغيرًا في فمِ حصان ونستخدمه لكي نقود الحصان حيث نريده أن يذهب. عندما نفعل ذلك، يُمكننا أن نوجِّه جسم الحصان الكبير [فقط من خلال تلك الأداة الصغيرة.] 4فكِّروا في السفن أيضًا، قد تكون السفينة كبيرة الحجم، وتكون الرياح التي تدفعها إلى الأمام شديدة، ولكن عندما يستخدم القبطان دفَّةً صغيرةً، يستطيع أن يوجِّه السفينة أينما يريد أن يذهب. 5وكذلك، رغم أنَّ ألسنتنا صغيرةٌ جدًّا، فنحن نستخدمها لنتفاخر بأنَّنا فعلنا أشياء عظيمة. اعلموا أيضًا أنَّ النارَ التي تبدأ بشرارة صغيرة قد تحرق أشجارًا كثيرةً. 6تمامًا كما تحرق النارُ غابةً، عندما نقول أشياء شرِّيرة، نؤذي الكثير من الناس. [كلامُنا يكشف أنَّه] يوجد الكثير من الشرِّ في دواخلنا. عندما نقول أشياءَ سيِّئة فهذا يُلوِّث كلَّ ما نفكِّر فيه ونفعله، ويُفسد حياتَنا بأكملها، فالشيطان نفسه هو الذي يؤثِّر فينا لنتكلَّم بالشرِّ. 7سأعطيكم مثالًا آخر، استطاع الناس أن يُروِّضوا أنواعًا كثيرةً من الحيوانات المتوحِّشة والطيور والزواحف والحيوانات التي تعيش في البحر. 8ولكن لا يستطيع أحد أن يُسيطر على الكلام الذي يقوله. فالأشياء التي يقولها الناس هي كالمخلوق الخطير الذي لا يتوقَّف عن قتل الناس بسُمِّه. 9نستخدم كلامنا لنُسبِّح [الله الذي هو] ربّنا وأبونا. ونستخدم الكلام أيضًا لنتمنَّى أن تحدث أشياء شرِّيرة للآخرين. [هذا خاطئ جدًّا لأنَّ] الله خلق الناس على صورته. 10قد يستخدم الشخص كلامه ليسبِّح الله، ومن ثمَّ يستخدم الكلام ذاته ليتمنَّى أن تحدث أشياء سيِّئة للناس. أيُّها المؤمنون، يجب ألَّا يحدث هذا! 11بالتأكيد، لا ينبع الماء العذب والماء المرُّ من المصدر ذاتِه. 12أيُّها المؤمنون، لا تثمر شجرةُ التين زيتونًا، ولا تثمر الكرمةُ تينًا، ولا يخرج من النبعِ المالح ماءٌ صالحٌ. [وهكذا يجب أن نقول كلامًا نافعًا فقط، ولا نقول الأشياء الشرِّيرة.] 13إن كنتم متفهِّمين جدًّا، فستُظهرون ذلك عندما تعيشون حياتكم بطريقةٍ مستقيمةٍ. إذ تقودنا الحكمة لنتصرَّف بطريقة لطيفة مع الآخرين. 14ولكن إن كنتم في داخلكم مستائين كرهًا من الآخرين وتعتقدون أنَّكم أكثر أهمِّيَّة منهم، فيجب ألَّا تدَّعوا أنَّكم حكماء. أنتم بهذا تقولون إنَّ ما هو خاطئ هو بالحقيقة صحيح. 15الأشخاص الحسودين والأنانيِّين هم ليسوا حكماء كما يريدهم الله أن يكونوا. ولكنَّهم يُفكِّرون ويتصرَّفون كأشخاص لا يُكرمون الله، وهم يتَّبعون رغباتهم الشرِّيرة، ويفعلون ما قد تفعله الشياطين. 16يمكن أن نميِّز أنَّ الأشخاص الحسودين والأنانيِّين ليسوا حكماء، لأنَّهم لا يسيطرون على أنفسهم، ويُشاركون في أعمال شرِّيرة كثيرةٍ ومختلفةٍ. 17ولكن الشخص الذي علَّمه الله أن يكون حكيمًا هو أوَّلًا طاهر أخلاقيًّا، ويصنع السلام أيضًا مع الآخرين، فيتعامل معهم برحمة وينسجم معهم بشكل جيِّد. هو كريم مع الذين لا يستحقُّون ذلك، ويقوم بأمورٍ عمليَّة ليساعد الآخرين، هو لا يُفضِّل شخصًا على آخر. ولا يتظاهر بأنَّه شخص مختلف عمَّا هو عليه. 18عندما يعمل الناس بهدوء لمساعدة الآخرين حتَّى يكونوا منسجمين، يمكنهم أن يساعدوا أولئك الأشخاص الآخرين حتَّى يكوِّنوا علاقات جيِّدة.

41سأقول لكم لماذا تتقاتلون فيما بينكم وتتنازعون بعضكم مع بعض، فهذا لأنَّ كلَّ واحد منكم يرغب في داخله أن يعمل أعمالًا شرِّيرة. وتقودكم هذه الرغبات إلى النزاع [لكي تستطيعوا أن تعملوا هذه الأعمال]. 2ترغبون أن تمتلكوا أشياء، ولكنَّكم لا تحصلون [عليها]. يجعلكم هذا تستاؤون بشدَّة من الأشخاص الذين يملكونها، ولكنَّكم [مع هذا] لا تحصلون [على ما تريدون]، لذلك تتقاتلون وتتنازعون [بعضكم مع بعض]. إن صلِّيتم بدلًا من ذلك [إلى الله لأجل الأشياء التي ترغبون فيها]، يُعطيكم الله [ما تحتاجون إليه حقًّا]. 3لكنْ حتَّى عندما تطلبون من الله أشياء، فهو لا يعطيكم إيَّاها، لأنَّكم تطلبون بدوافع سيِّئة. أنتم تطلبون أشياء حتَّى تستخدموها فقط لتمتِّعوا أنفسكم بطُرق خاطئة. 4أنتم غير أوفياء لله [بعدم طاعتكم له]! يجب أن تدركوا أنَّ الذين يتصرَّفون كما يتصرَّف الأشخاص الأشرار هم بالحقيقة مُعادون لله. لذا إن قرَّرتم أن تعيشوا بهذه الطريقة، فقد اخترتم أن تكونوا عدائيِّين تُجاه الله. 5يجب أن تدركوا أنَّ الله يُخبرنا عن قصد بهذا في الكتب المقدَّسة، ففيها يُعلِّمنا أنَّ الروح الذي وضعه فينا يتوق إلى أن نعيش حياتنا بطُرُق ترضيه. 6إن عشنا بطُرُق لا ترضي الله، فهو لأنَّه لطيف جدًّا تُجاهنا، [سيُعيننا على أن نعيشَ بطريقة مختلفة إن اعترفنا بتواضع أنَّنا كنَّا نفعل ما هو خاطئ]. لهذا السبب يوجد تعليم في الكتاب المقدَّس يقول: «لا يُعين الله الأشخاص المتكبِّرين، وإنَّما بالفعل يُعين الأشخاص المتواضعين». 7لذا اختاروا بتواضع أن تطيعوا الله، وقرِّروا بحزم أن تقاوموا تجارب إبليس، وهذا سيجعل إبليس يتوقَّف عن محاولة تجربتكم. 8كونوا صادقين ومنفتحين مع الله، لأنَّكم إن فعلتم هذا سيرحِّب بكم في محضره. أنتم أيُّها الخطاة، ابتعدوا عن فعل كلِّ ما هو خاطئ وافعلوا فقط ما هو صحيح. وأمَّا أنتم الذين لا تستطيعون أن تقرِّروا ما إذا كنتم ستسلِّمون أنفسكم لله، فلا تفكِّروا أفكارًا خاطئة بل فكِّروا أفكارًا حسنةً فقط. 9تألَّموا واحزنوا وابكوا [على الأشياء الخاطئة التي فعلتموها]. كنتم تمتِّعون أنفسكم، ولكن يجب أن تكونوا جادِّين [وأن تدركوا كم تحتاجون إلى التغيير من أنفسكم]. 10أظهروا للربِّ بتواضع كم أنتم نادمون على خطاياكم، وإذا فعلتم ذلك، فسيُكرمكم. 11أيُّها المؤمنون، لا تتَّهموا بعضكم بعضًا أنَّكم تفعلون ما هو خاطئ، فكلّ شخص يتَّهم ويُدين مؤمنًا آخر، هو بالحقيقة يتَّهم ويُدين وصيَّة الله [أن نحبَّ بعضنا بعضًا]. وإن تكلَّمتم بالسوء عن تلك الوصيَّة، فأنتم بهذا لا تطيعونها، بل تتصرَّفون مثل قاضٍ يُدينها. 12الوحيد الذي يُمكنه أن يدين الناس [حَسْب الشريعة]، هو الذي وَضَع الشريعة، أي الله، القادر ليس فقط أن يُدين الناس [لأنَّهم خالفوا الشريعة]، ولكن القادر أن يعفو عنهم أيضًا [مع أنَّهم خالفوا الشريعة]. فأنتَم بالتأكيد ليس لكم الحقّ لأن تأخذوا مكان الله وتُدينوا الآخرين. 13يقول بعض منكم [بتكبُّرٍ]: «سنذهب اليوم أو غدًا إلى مدينة ما. وسنقضي عامًا هناك وسنبيع ونشتري أشياء ونكسب الكثير من المال». أصغوا إليَّ الآن! 14يجب ألّا تتكلَّموا بكلام كهذا، لأنَّكم لا تعلمون ماذا سيحدث غدًا. في الحقيقة، حتَّى أنَّكم لا تعرفون كم من الوقت ستعيشون! ففي النهاية، حياتُكم قصيرةٌ مثل الضباب الذي يظهر لوقت قصير ومن ثمَّ يختفي. 15عوضًا [عمَّا تقولونه،] يجب أن تقولوا: «إن شاء الربُّ، سنبقى أحياء وسنستطيع أن نفعل هذا الشيء أو ذاك». 16لكن ما تفعلونه هو أنَّكم تتفاخرون بكلِّ الأشياء التي تخطِّطون أن تفعلوها. وهذا النوع من التفاخر هو أمر خاطئ. 17إذًا إن لم يفعل أحد شيئًا ما حتَّى وإن كان يعلم بأنَّه الشيء الصحيح الذي يجب أن يفعله، فلقد ارتكب خطيئة.

51لديَّ الآن شيء أقولهُ لكُم أيُّها الأشخاص الأغنياء، [يا مَن تقولون بأنَّكم تؤمنون بيسوع] أصغوا إليَّ! يجب أن تبكوا وتنوحوا بصوتٍ عالٍ لأنَّكُم ستواجهون مُشكلاتٍ مخيفة! 2إنَّ ثروتَكم ليس لها قيمة، كما لو كانت متعفِّنة، إنَّ ملابسَكُمُ الفاخرة ليس لها قيمة كما لو أنَّ العثّ قد أفسدها. 3إنَّ فضّتكم وذهبكم بدونِ قيمة وكأنَّها قد تآكلت. [عندما يدينكم الله،] فإنَّ ثروتكم هذهِ التي لا قيمة لها ستكون دليلًا على أنَّكم مُذنبون [لأنَّكم طمَّاعون]. كما يدمّر الصدأ والنار الأشياء، سيعاقبكم الله بشدَّة. لم يكن عليكم أن تحاولوا لكي تصيروا أكثر ثراءً وغنىً وأنتُم تعلمون بأنَّ يسوعَ سيعود. [عندما يعود، ستكون ثرواتكم بلا قيمة]. 4فكِّروا فيما فعلتموه من قبل. لم تدفعوا الأجور التي وعدتم بها العمَّال الذين حصَدوا حقولكم. تُظْهِر هذه الأجور غير المدفوعة كم كنتم ظالمين تُجاه العمَّال. إنَّهم يصرخون إلى الله بسبب الطريقة التي تعاملتم بها معَهُم. إنّ الربَّ إلهٌ عظيم القوّة، وهو يسمعُ صُراخهم الشديد [وسوف يعاقبكم على ما فعلتموه]. 5لقد اشتريتم لأنفسكم كلَّ الكماليّات التي أردتموها. تمامًا كما تسمِّن الماشية أنفسها من دون أن تدركَ أنَّها ستُذبح، فقد عشتُم لتتمتَّعوا بالأشياء فقط، من دون أن تدركوا أنَّ الله سيعاقبكم بقسوة. 6لقد دبَّرتُم لبعض الأشخاص أن يدينوا أشخاصًا صادقين. لقد رتّبتم للآخرين ليقتلوا الأشخاص الذين لم يفعلوا أيَّ شيء خاطئ. لم يكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم ضدَّكم. [لكن سيدينكم الله ويعاقبكم على كلِّ الأمور التي فعلتموها]. 7لذلكَ أيُّها المؤمنون، [رُغمَ أنَّ الأشخاصَ الأغنياء يجعلونكم تتألَّمون،] اصبروا إلى أن يرجعَ يسوع المسيح. تذكّروا أنّه عندما يزرع الفلّاحون حقلًا، عليهم أن ينتظروا حتّى تنمو محاصيلهم القيِّمة. يجب أن ينتظروا بصبرٍ المطَرَ الذي يهطُل في موسم الزراعة، ولمزيدٍ من المطر الذي يهطُل قبل موسم الحصاد. [إنَّ هذا المطر ضروريٌّ لكي ينمو الزرع وينضج حتَّى يتمكَّن الفلَّاحون من أن يحصدوه.] 8كذلكَ، يجب أن تنتظروا أيضًا بصبر وتثقوا بيسوع المسيح بثبات، لأنَّه سيعود قريبًا [وسيُدين جميع الناس بعدل]. 9أيُّها المؤمنون لا تتذمَّروا بعضكم من بعضٍ. لا يضطرَّ المسيح بهذه الطريقة أن يعاقبكم. هو الذي سيديننا، وسيعود لكي يفعل ذلك قريبًا. 10أيُّها المؤمنون، كمثالٍ [لكي تصبروا]، تأمَّلوا الأنبياء الذين أرسلهم الربّ الإله منذُ زمنٍ طويل ليتكلَّموا برسائله. إنَّهُ وعلى الرغم من أنَّ الناس سبَّبوا لهم الكثيرَ من المعاناة، إلّا أنَّهم تحمَّلوا ذلك بصبر. 11تأمَّلوا كيف أنَّه عندما يتمكّن الناس من احتمال المعاناة [بصبرٍ وأمانة]، نقول إنَّ الله قد بارَكَهُم. [أحد الأمثلة على هذا رجلٌ اسمهُ] أيّوب. إنَّكُم تعرفونَ عنهُ [من الكتُب المقدّسة]. أنتُم تعلمونَ أنَّهُ عانى من أشياءَ كثيرة بصبر. تعلمون أيضًا أنَّ الله قد خطَّطَ [أن يفعل أشياءَ صالحة من خلال ما عانى منهُ أيّوب]، ومن خلالِ ذلك يمكنكم أن تقولوا إنَّ اللهَ رحيمٌ ولطيفٌ جدًّا. 12والآن، أيُّها المؤمنون، يُعدُّ هذا شيء مهمّ جدًّا عليكم أن ُتُدركوه، يجب ألَّا تحلفوا بالسماء أو الأرض أو بأيِّ شيءٍ آخر لتضمنوا وعدًا قطعتموه. كلُّ ما تحتاجون إليه هو أن تقولوا «نعم» أو «لا». سيدينكُم الله [إن تعدّيتم ذلك وقطعتم وعدًا ثمَّ لم توفوا بوعودكم]. 13أيُّ شخص منكُم يواجه ضيق، يجب أن يصلّي [ليساعده الله]. مَن كان سعيدًا فليرنّم ترانيمَ تسبيحٍ [لله]. 14أيُّ شخص منكم مريض يجب أن يستدعي قادة المؤمنين لكي يأتوا ويصلّوا من أجله [ليُشفى]. يجب أن يدهنوه بزيت الزيتون [لكي يساعدوه ليستعيد عافيته] ثُمَّ يصلّون بسُلطَان الربّ. 15عندما يصلّي هؤلاء القادة إلى الله بإيمان، يستجيب الله لهذهِ الصلاة ويشفي الشخص المريض. الربّ يرُدّ له صحَّته. فإذا أخطأ ذلك الإنسان سيغفر الله له [تلكَ الخطايا]. 16لأنَّ الربَّ قادر أن يشفي المرضى ويغفر الخطايا. اعترفوا بعضكم لبعضٍ بالأشياء الخاطئة التي ارتكبتموها، وصلّوا من أجل بعضكم البعض. إنَّ الله سيشفيكم. إذا صلَّى الأشخاص الأبرار، فإنَّ الله سوفَ يستجيبُ لصلواتهم بقوّة. 17لقَدْ كانَ النبي إيليَّا إنسانًا عاديًّا مثلنا. ولكن عندما صلّى بخشوع لكي لا تمطر، لم يهطُل مطر على أرض [إسرائيل] ثلاثَ سنوات ونِصف. 18ثمَّ صلَّى إيليَّا مرَّةً أخرى، [طالبًا من الله أن يُرسل مطرًا]، فأنزلَ الله المطَر، فنمت النباتات وأنتجت ثمارًا مرَّة أخرى. 19أيُّها المؤمنون، إذا توقَّفَ أحدكم عن طاعة رسالة الله الحقيقيَّة، فيجب على شخصٍ آخر منكُم أن يقنع ذلك الشخص بأن يفعل مرَّة أخرى ما قالَ لنا الله أن نفعلهُ. 20أريد أن يعلم أيُّ شخص يساعد خاطئًا على التوبة أنَّه وبسبب ما فعله، فإنَّ الله سيخلِّص الخاطئ من الموت الروحيِّ وسيغفر لهُ خطاياه الكثيرة.